رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

متى يضرنا سد النهضة؟!

مصر تستطيع أن تتفادى آثار الملء الثانى للسد الإثيوبى بما لديها من مخزون مياه فى بحيرة ناصر، وهو المخزون الذى يوفر حماية لنا فى سنوات الجفاف.. لكن ليس معنى ذلك أن هذا الملء لن تكون له آثار علينا، خاصة وأنه سيكون ثلاثة أضعاف  الملء الأول الذى تم فى فيضان العام الماضى.. وإذا زادت إثيوبيا كمية المياه التى سوف تحجزها  فى العام المقبل وجاء الفيضان منخفضا فإن قدرتنا على تفادى آثار الملء الثالث سوف تقل بالطبع، وقد نفقد هذه القدرة إذا استمرت إثيوبيا على حجز مزيد من المياه فى سنوات الجفاف فى ظل عدم وجود اتفاق ملزم يمنعها من ذلك.



وبالتالى سوف نستخدم مدخراتنا من المياه فى تعويض النقص فى تدفق مياه النيل الأزرق لنا من إثيوبيا.. إذن لا يصح  أن يخرج  مسئول لدينا  ليقول إن هذا الملء الثانى آحادى الجانب من إثيوبيا لن يؤثر علينا، فإن قدرتنا اليوم على تفادى آثار الملء الثانى للسد الإثيوبى لا يعنى أنه ليس له آثارعلينا، لأنه لن يلحق بِنَا ضررا.. فهذا كلام لا يطمئن المصريين وإنما يثير قلقهم..

الملء الثانى للسد
فإن عموم المصريين صاروا يدركون أن إتمام إثيوبيا الملء الثانى بدون اتفاق معنا ومع السودان وبشكل آحادى هو خطوة جديدة سياسيا وعمليا لفرض إرادتها وتحكمها فى النيل الأزرق وهو هدفها النهائى والسياسى لإقامةَ هذا السد، ولذلك يترقب المصريون موعد الملء وتداعياته ويتطلعون ألا يتم  دون أن يحدث شيء يغير المعادلة الحالية للسد ويجعلها تقبل بإبرام هذا الاتفاق القانونى الملزم حول ملء وتشغيل هذا السد.

وغنى عن القول أن الحديث عن أن الملء الثانى للسد لن يضر بمصر يضعف موقفنا فى المسار التفاوضي الذى مازلنا نسلكه حتى الآن فى تلك الأزمة، ويقلل من همة القوى الدولية والإقليمية التى نريدها أن تكون أكثر حماسا وأكثر اهتماما بالأزمة لتمنع انفجارها.
Advertisements
الجريدة الرسمية