رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ماذا لو فاز بايدن؟!

اقترب موعد الانتخابات الأمريكية الرئاسية.. وأمامنا أيام قليلة ونعرف من هو سيد البيت الأبيض لأربع سنوات مقبلة.. هل هو بايدن مرشح الحزب الديمقراطي الذى ترشحه للفوز بهذه الانتخابات كل استطلاعات الرأى الامريكية باستثناء استطلاع واحد فقط.. أم هو الرئيس ترامب الذى مازال يأمل أن تخيب نتيجة الانتخابات أصحاب استطلاعات الرأى كما حدث فى انتخابات عام ٢٠١٦ التى كانت ترشح أيضا منافسته هيلارى كلينتون..


والفطنة السياسية تقتضى منا أن نكون مستعدين لكل الاحتمالات فى هذا الصدد، ويتمثل هذا الاستعداد فى أن نبحث وندرس كيف سيتعامل معنا بايدن إذا فاز فى الانتخابات وصار الرئيس المقبل لأمريكا، وأيضاً كيف سوف نتعامل معه.

ترامب أم بايدن.. أيهما أفضل لنا؟!
وبالطبع لا يمكن أن نتغافل قلقا ينتاب البعض منا أن يمضى بايدن فى ذات الطريق الذى سار فيه أوباما، خاصة وأنه كان نائبا له، وهو طريق تمكين الإخوان من حكم دول فى منطقتنا ومنها دولتنا المصرية.. غير أن الظروف اليوم لم تعد هى ذات ظروف الأمس.. فان مصر لا يحكمها الآن نظام أصابته الشيخوخة كما كان الحال فى بداية عام ٢٠١١.. 

كما أن الإخوان اليوم ليست لديهم ذات القوة التى كانوا يحظون بها، سواء داخل مصر أو خارجها كما كان الحال قبل نحو عقد من الزمان.. والأهم أن المصريون الذين كانوا مخدوعين فيهم ويأملون خيرا من حكمهم إكتشفوا إنهم ينتمون لجماعة شريرة زرعت بذور التطرّف الدينى فى أرضنا، الذى صنع لنا وحوشا آدمية، تقتل وتدمر وتخرب وتمارس العنف علنا.. ولذلك فإن بايدن سوف يجد صعوبة حقيقية فى تطبيق ذات السياسة التى انتهجها أوباما الخاصة بتمكين الإخوان من حكم بلادنا، حتى ولو رغب فى أن يكرر .

تماسك الأنظمة والأوطان!

غير أن ذلك لا يعنى أن بايدن إذا وصل إلى البيت الأبيض لن يمنح الإخوان بعض الدعم الذى حظوا به أيام أوباما.. بل لعله قد يتبنى ما يطالب به الآن عدد من نواب الكونجرس، وهو الإفراج عن قادة وكوادر الإخوان المحبوسين فى مصر لإدانتهم قضائيا بارتكاب جرائم عنف.. بل لعله يطالب بإدراجهم مجددا فى العملية السياسية، مثلما سيهتم أكثر بملف حقوق الإنسان فى إدارة العلاقات الأمريكية- المصرية.

ولعلنا لدينا تجربة مع أوباما فى هذا الصدد، وتعاملنا باقتدار معه، حتى بعد أن أصدر قراره بتجميد المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر.. ولم نكن وقتها نملك ذات القوة التى نملكها الآن، ولم يكن الإخوان فى ذات الضعف الذى هم فيه الآن.. ويمكننا أن نضاعف قوتنا بدعم شبكة العلاقات القوية التى نجحنا فى صياغتها مع أوروبا والصين وروسيا واليابان والتى وصلت إلى درجة مميزة على المستوى السياسى والإستراتيجى والاقتصادى أيضا.       
Advertisements
الجريدة الرسمية