رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مادام النووي يطل برأسه.. إليكم السيناريو!


رقصة الموت النووية الوشيكة بين مجنوني العالم المعاصر الكوري الشمالى، الشمال، والأمريكي اليانكي المتهور الغرب، ليست في الحقيقة، بنت اليوم، بل هي بنت أول مارس ٢٠١٥، حين أعلنت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، حليف أمريكا، وغريم الجزء الشمالي الكوري، عن مناورات بحرية ضخمة يشارك فيها ٢٠٠ ألف جندي كوري جنوبي، و٣٧٠٠ جندي أمريكي، بكافة الأسلحة والمدمرات والغواصات والطائرات.


ليلتها طلب "كيم جونج أون" من جيشه أن يتدرب تدريبا كثيفا على تمزيق العلم الأمريكي قطعة قطعة، وأن حرب توحيد الكوريتين، وهي حرب كبرى، باتت على الأبواب، ولابد من التجهيز لها سياسيا وحربيا وعقائديا.

وقتها تدخل عقلاء في الدنيا ونزعوا فتيل الأزمة، وأظن كارتر تدخل قبل خمسة عشر عاما في عهد كلينتون، حين أشرفت واشنطن وبيونج يانج على صدام نووي، بسبب إصرار كوريا الشمالية على إجراء تجارب صاروخية باليستية حاملة لرءوس نووية، تخاف لحد الرعب منها اليابان وكوريا الجنوبية، كما أنها تهدد كل الساحل الغربي الأمريكي المقابل لشواطئ شبه الجزيرة الكورية، بمدنه وولاياته الكبرى وأبرزها كاليفورنيا.

العداء إذن مزمن وملتهب، واليوم، تبدو نذر القصف النووي التكتيكي أو الشامل من الطرفين أشبه بلحن يومي يطرب كلا من ترامب الجامح الجائح، وكيم جونج الذي قتل وزير دفاعه رميا بصاروخ لأنه غفا، مجرد غفوة وسقطت رأسه على صدره !

المشكلة على خطورتها بين طرفين أحدهما قوة نووية عظمى ضاربة هي أمريكا والثانية لديها رءوس نووية وصواريخ ربما لن تبلغ اليابسة الغربية من الدولة الأمريكية بسهولة، ليست قصرا عليهما، المشكلة أن موكب المدمرات والأساطيل الأمريكية التي تحركت من قواعدها في سنغافورة وأبرزها USS "كارل فنسن" التي تعمل محركاتها بمفاعلات نووية وعلى سطحها مئات من الطائرات المقالة، تصحبها غواصات وطرادات وقاذفات صواريخ، وستلحق بها بعد أيام لكن إلى بحر اليابان القطعة البحرية USS رونالد ريحان، والمدمرة نيمتز USS..

وهذا الحضور العسكري الثقيل جدا وغير المبرر، على الأقل من وجهة نظر بكين وموسكو، وكلاهما حليف وصديق لكوريا الشمالية، دفع الدولتين النوويتين أيضا إلى الزج بقطع بحرية ثقيلة وفائقة التكنولوجيا والنووي، لرصد تحركات ونوايا القطع البحرية الأمريكية في الجزء الغربي من المحيط الهادي.

وفي يوم الإثنين الماضي اعترضت المقاتلات الأمريكية طائرتين روسيتين قاذفتين نوويتين اقتربتا جدا من سواحل ولاية الآسكا، ومضت وراءها حتى غيرت مسارها وعادت إلى روسيا، لا يمكن الاستهانة بالوضع المتفجر الحالي بين الشرق والغرب، ومن الواضح أن المنطقة العربية مرشحة لكوارث من النوع الميجا! حين تصبح القواعد العسكرية الأمريكية في تركيا ودول الخليج أقرب الأهداف للضربة النووية الكورية، فإن الزوال كوني بكل المقايس، وهو لن يكون قصرا على من انضرب ضربة الفناء، بل سيمتد الأثر التدميري الشامل لنا جميعا، القنبلة النووية تعني موجة صدمة عاتية تخلخل أبنية المدن وبنيتها الأساسية، ثم موجة غبار عات، ثم موجات من الإشعاع المدم لكل شكل من أشكال الحياة الآدمية والنباتية والحيوانية لمئات السنين !

يتجه العالم إذن بخطى سريعة نحو الجنون واللاعودة، وتلك مفارقات دورات القرون وحتمية التاريخ، وكثيرا ما اشرت إلى نموذج الانقلاب الدوري هذا، في مواضع سابقة، فمع رأس كل قرن، ومنتصفه، تقريبا تعيش الكرة الأرضية زلزالا مدمرا من صنع القادة، حدث ذلك في حروب 1914، الحرب العالمية الأولى، وفي العام ١٩٣٩،الحرب العالمية الثانية، التي أنهتها أمريكا بضرب اليابان بقنبلتين ذريتين، كانتا في طور الجنين تقريبا، فما بالك بالذي تمتلكه حاليا ؟!

أضف إلى ذلك أن كل قوة عظمى تدخر أسلحة سرية، لتفاجئ عدوها، ويزداد التركيز حاليا، ومنذ سنوات، على سلاح الحرب الإلكترونية، وفي ذلك تتفوق روسيا في القرصنة والتضليل والتشويش الراداري، بل إن جنرالا أمريكيا كبيرا اعترف بالفعل أن لدى الروس قدرات تكنولوجية يمكنها شل أي أجهزة رادار أو أقمار صناعية أو صواريخ أمريكية من أي طراز، تصريح خطير تغنت به الصحف الرسمية الروسية التي أضافت أن روسيا يمكنها محو الأساطيل الأمريكية كافة في دقائق، بأ تنزع عنها مخها الإلكتروني!

هذا ما يقوله الروس، لكن الصينيين لديهم أيضا ما سيقولونه، ولدي الأمريكان بدورهم مفاجآتهم المدوية، فماذا لدينا نحن أمة العرب المتخلفة سوى صنع المؤامرات وإهلاك بعضنا البعض، ومعايرة بعضنا البعض، والتفاني في خدمة الأجنبي، طمعا في حمايته، مقابل أموال الأجيال الحالية والتالية!. استعدوا للعقاب الكوني.


Advertisements
الجريدة الرسمية