رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ليست نهاية العالم

أزمة كورونا رغم شدتها وما تحظى به من اهتمام سياسي وإعلامي غير مسبوق فهي الموضوع الرئيسي لكل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة التي تغيرت اهتماماتها و أولوياتها.. لكنها ليست نهاية العالم, فقد شهدت البشرية على مدى تاريخها الطويل موجات أوبئة وفيروسات قاتلة أخذت دورتها ثم اختفت وصارت تاريخاً مرضياً. 


وكما تغيرت أولويات الإعلام والسياسية والاقتصاد فقد تغير العالم قطعاً أثناء "كورونا" وسوف يتغير أيضاً بعدها.. وسوف يتخلق نظام دولي وعائلي جديد تحتل فيه تكنولوجيا الاتصالات والمعرفة والرقمنة مع الصحة والتعليم والبحث العلمي مرتبة الصدارة في كل دولة.

وكانت اختبارا حقيقيا!

فيروس كورونا كما أخرج أسوأ ما في بعض البشر الذين طفحت سلوكياتهم بقرصنة وأنانية واعتداء على حقوق الغير.. فقد خلق ذلك الفيروس على الجانب الآخر تغيراً جوهرياً في تفكير الشعوب والحكومات, وخلق أنماطاً واتجاهات إجبارية جديدة من السلوكيات, كالعمل من المنزل والتعليم عن بعد وربما تكون المنافع يوما أكبر من الخسائر.. وربما تكون تلك المحنة منحة يفيق منها البشر على سلوكيات أفضل تقلل الوقت والجهد وتخفف الزحام المروري.. لكن المؤكد أن سلوكيات الكثيرين سوف تتغير جوهرياً نحو مزيد من الأخلاق الحسنة التي هي جوهر الأديان جميعاً، ووقتها سوف يتغير تلقائياً تفكير البشر وسلوكياتهم نحو الأفضل .

قبل أن يصل العالم إلى الإفلاس!

إن ما يحتاجه العالم أكثر من أي وقت مضى هو التعاون والتضامن والتنسيق للخروج من هذا الكابوس بأقل الخسائر الممكنة وإذا كان العلماء في أكثر من دولة قد توصلوا إلى اللقاحات للوقاية منه لكن ننتظر المزيد من الجهد في المعامل ومراكز البحوث للوصول إلى تشخيص دقيق للمرض وأسبابه وكيفية الوقاية منه واكتشاف أدوية لعلاجه في حال ظهوره مرة أخرى لا قدر الله مستقبلاً ..

والأهم أن تخرج الحكومات والشعوب بدروس مستفادة لمواجهة الأزمات والمفاجآت.. بعد أن كشفت كورونا مدى عجز دول وأنظمة صحية بها ويبقى السؤال هل بمقدور دول العالم وشعوبه التعايش مع فيروس كورونا إذا لم تكن اللقاحات المكتشفة ذات فاعلية حاسمة للقضاء على الفيروس؟!
Advertisements
الجريدة الرسمية