رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا عمرو أديب ؟

العديد من التساؤلات أعقبت الحوار التليفوني المصغر الذي أجراه الإعلامي عمرو أديب مع الرئيس السيسي على شاشة إم بي سي مصر، أغلب التساؤلات سبق طرحها من الداخل قبل الخارج ؟ لماذا يختص الرئيس عمرو أديب بالإتصال؟ ولماذا لا يكون إتصاله بقناة مصرية؟ وعقب الاتصال الأخير.. امتدت التساؤلات إلى القنوات الخارجية المعارضة، لماذا عمرو أديب؟


وأين القنوات المصرية من أحاديث الرئيس خاصة أن الرسائل التي تضمنها حديثه كانت موجهة للداخل المصري ؟ وخصصت هذه القنوات مساحات من إرسالها لمناقشة الإتصال التليفوني الذي حولته إلى قضية تحدث فيها أطراف كثيرة.

وبعيداً عن محتوى ما جاء في الحوار المقتضب، وعن التناقض الواضح في الآراء التي وردت في الإعلام المعارض، فتارة يؤكد أن رسائل الرئيس كانت موجهة إلى الداخل، وأخرى يرى أنها موجهة إلى الخارج، ثم يأتي بعضهم ليحمل الحديث أمور خارجة عن المنطق، بعيداً عن كل هذا.. فالرئيس (أي رئيس) حر في اختيار النافذة الإعلامية التي يطل منها ليوجه رسائله إلى الداخل أو الخارج، محلية كانت هذه النافذة أو خارجية، فهناك معايير كثيرة تحكم إطلالة الرئيس.

الحشو الإعلامي

وطبيعي أن يتناول أي رئيس شأن بلاده الداخلي حتى لو كان حديثه لوسيلة إعلام خارجية، وطبيعي أيضاً أن يتناول الشأن الخارجي إذا تحدث للإعلام المحلي، والشأن الداخلي لأي دولة تكون الأسئلة الأبرز والأكثر على أجندة المذيع الذي يتصدى لإجراء حوار مع رئيس دولة.

فعندما تجري الجزيرة حواراً مع الرئيس الجزائري سوف تنصب أغلب الأسئلة على الشأن الداخلي في الجزائر وليس في قطر، كما أن الإعلام المعارض في الجزائر أو خارجها لن يحول حوار الجزيرة مع الرئيس إلى قضية، ويتهمه ويلومه على الحوار، وعلى التحدث في شأن بلاده الداخلي على شاشة خارجية، وعلى الإعلام المعارض أن يعود إلى الوراء قليلاًويتذكر الحوار المطول الذي أجرته خديجة بن قنة مع محمد مرسي لقناة الجزيرة عقب فوزه بالرئاسة، ألم يتناول الحوار الشأن الداخلي المصري؟ وألم يتضمن رسائل إلى الداخل والخارج؟ هل وقفت المعارضة على قدم وساق وجعلت من استضافة الجزيرة له قضية تستوجب المناقشة ؟

الإخوان والمتلونون

ثم.. ماذا لو كانت استضافة الرئيس السيسي في قناة الجزيرة؟ هل سيكون الإتهام بالتحدث عن الشأن الداخلي في إعلام خارجي تهمة؟ من حق الرئيس أن يختار مع من يتحدث، وليس من حق الإعلام المعارض أن يختار له النافذة الإعلامية التي يتحدث إليها، خاصة أنه دائم التحدث للإعلام الداخلي.

تلك الوقفة كانت مع تساؤلات الإعلام المعارض التي أعقبت حديث الرئيس مع عمرو أديب.

أما الوقفة الثانية فمع المذيعين الذين يعملون في القنوات المحلية، وطبيعي أن يتساءلوا.. لماذا عمرو أديب؟ وهنا لابد من إحالة السائلين إلى المعايير التي على أساسها يختار الرئيس النافذة الإعلامية التي يتحدث منها إلى الداخل أو الخارج، فإذا توفرت فيهم هذه المعايير.. فمن حقهم أن يغضبوا، أو يشعروا بالغيرة، وكلاهما مشروع، وإن لم تتوفر فيهم المعايير.. فعليهم ألا يغضبوا، ويقيني أنهم لن يغضبوا.
besheerhassan7@gmail.com
الجريدة الرسمية