رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

لا سلام ولا كلام

البيان المصري الأردني الفلسطيني حول مرجعية السلام في الشرق الأوسط يحاول الإمساك بخيط مهلهل من أجل القضية الأم التي لا تزال شعوبنا تكتوى بها، إذ لا سلام، ولا كلام، ولا استقرار دون حلها وعودة الحق إلى أصحابه، ويكاد المواطن العربى يردد: إن مفاوضاتى وحواراتى وجولاتى دون رابطة عربية تقودها أياد لم تتورط في البيع والشراء واللهث خلف سراب ووهم وخيالات تداعب السذج والواهمين والمتاجرين لن يقود إلى إحقاق الحق.


يعزف بعض قادة العرب أنشودة من النشاز والضعف والوهن، ودون مبرر يدفعون الشعوب للإيمان بما فعلوا، وما فعلوا كيد ساحر وشراك نصاب يقطن البيت الأبيض، ويبتاع ما لا يملك لمن لا يستحق.
قلوب الشعوب تتشابك، فلا شعب هنا أو هناك قد رضى الدنية من الحياة، بما اكتسب اللاهثون خلف عصابة توهم الناس أنها تحكم العالم وتتحكم فيه، وما ذلك عند الله بحق، فالحق هو الحق وإن ساد الظلام.

ويسألونك عن التطبيع

الحق نور يكشف الغمة، ولسنا ضعفاء إلى حد الاستسلام التام، وانتظار فتات الوطن الأبى، والأصل في المنطقة تاريخيا وحضاريا، ليس صحيحا أن الواقع الوهن يمكنه أن ينسي شعبا أرضه، وليس صحيحا أيضا أن قوة السلاح تفرض على الشعب الاستكانة والمهانة.. فالشعوب لا تهزم، خصوصا لو كانت صاحبة الحق.

في الوقت الذي أطلقت فيه القاهرة وعمان وفلسطين بيانا حول مرجعية السلام، كان هناك مواطنون خليجيون يجوبون تل الربيع ، بعد أن غيروا اسمها إلى تل أبيب، ويتحدثون عن الألفة التي لاقوها، وعن الحب، فهل يحيا الحب على عظام الأطفال؟! وعلى طعن الشرف العربى؟! وعلى مصادرة الأراضي وقتل الشباب وإذلال الشيوخ؟!

هل راق لبعض سكان الأرض العربية هناك في الخليج أن يمحو ذاكرة أمة لاتزال تكتوى بيوتها بتاريخ من الاستشهاد العظيم، دفاعا عن القضية؟! وهل دان لهم الرضا بالهوان؟! وماذا يضيرهم لو قاوموا فالمقاومة قتال عظيم لو تعرفون.

لماذا يجب أن نكره إسرائيل؟!

ومع سيادة روح الهرولة المذلة لا يزال الشعب العربى في المغرب ومصر والجزائر وتونس والسعودية وليبيا، وكل الشعوب الأبية ترفض الرضوخ، وتأبى الاستسلام، وتعلن التحدي، حتى لو كان الحصار معنويا بعد أن حاصرتهم اتفاقيات الهوان.

أي سلام هذا الذي عقدتموه؟! وأي سلام هذا الذي بايعتم فيه القاتل ضد القتيل، وساندتم فيه الجانى ضد الضحية، وتاجرتم بما لا تملكون، وراهنتم على حالة الميوعة والخذلان؟!
أما الفلسطينيون هناك على خط التحدي، فقد أصبحوا أمل الأمة، ورهان الغد، وهم القادرون وحدهم على تحرير أوطاننا من ساكنى عشش الخوف، وكهوف الهاربين من شعاع الشمس.. هم وحدهم القادرون على صنع السلام بالصمود، في مواجهة صهاينة العجم وصهاينة العرب.
Advertisements
الجريدة الرسمية