رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

لا سلام مع العدو الصهيوني !!


لقد أصبحت هناك قناعات بإمكانية التعايش والسلام مع العدو الصهيونى منذ أقدم على هذه الخطوة الرئيس السادات بعد نصر أكتوبر 1973، وحين فعل فعلته وقام بزيارة القدس والخطبة في الكنيست، ثم الذهاب لكامب ديفيد وتوقيع الاتفاقية منفردًا مع العدو الصهيونى، في تلك الأثناء قاطع العرب جميعًا الرئيس أنور السادات ومصر واعتبرت كل الدول العربية الرئيس السادات خائنًا للأمة العربية وللقضية الفلسطينية ولدماء الشهداء التي سالت عبر الحروب المتتالية مع العدو الصهيونى، بل قامت العديد من الدول العربية بتسخير المنصات الإعلامية لقصف السادات على فعلته تلك، ومرت الأيام ولم يتمكن الرئيس السادات ومن بعده الرئيس مبارك في تغيير موقف الرأى العام المصرى تجاه العدو الصهيونى، فالعقل والضمير الجمعى ما زال يعتبر العدو الصهيونى هو عدونا الأول.


وبعد عقد اتفاقية "كامب ديفيد" مع العدو الصهيونى جرت في النهر مياه كثيرة كلها على مستوى الحكومات العربية بعيدًا عن الشعوب، فبعض الدول العربية التي كانت رافضة الصلح والتفاوض والاعتراف بالعدو الصهيونى غيرت رأيها تمامًا، بل وصلت المفاوضات في بعض الأحيان إلى اتفاقيات سلام على غرار "كامب ديفيد"، فشاهدنا الملك حسين يوقع اتفاقية وادى عربة مع العدو الصهيونى، ثم قام ياسر عرفات بتوقيع اتفاقية أوسلو، وفى الخفاء أحيانا وفى العلن أحيانا أخرى سعت العديد من الحكومات العربية بالتعاون التجارى مع العدو الصهيونى، وأصبح التطبيع يتم على قدم وساق مع عدونا الأول رغم رفض العقل والضمير الجمعى العربي لما تقوم به الحكومات من انصياع وانبطاح أمام هذا العدو الصهيونى.

ومرت الأيام سريعة وخطط العدو الصهيونى للربيع العربي المزعوم، وكما تمكنت القوى الاستعمارية من زراعته داخل جسد الأمة العربية قبل مائة عام بالتمام والكمال من خلال وعد بالفور ثم قام الجراحان الإنجليزى والفرنسي سيكس وبيكو بتقسيم وتفتيت الوطن العربي، يقوم العدو الصهيونى اليوم بتنفيذ مشروع تقسيم وتفتيت جديد يسمى مشروع الشرق الأوسط الجديد يسعى من خلاله إلى تقسيم المقسم وتفتيت المفتت وإنهاء الصراع العربي الصهيونى الذي بدأ من إعلان قيام دولة الكيان الصهيونى على الأرض العربية في فلسطين، والتي سعت لتوسيعها لتكون إسرائيل العظمى من النيل إلى الفرات، وهى تلك العبارة المنقوشة على بوابة الكنيست الإسرائيلي، وبالفعل بدأ المشروع يأتى بثماره، فالصراع العربي الصهيونى تحول إلى صراع عربي عربي، أو بمعنى أدق صراع داخلى قائم على المذهبية والعرقية والطائفية، وتم دعم هذه القوى الداعية للانفصال داخل مجتمعاتنا العربية، ولعل دعم الجماعات الإرهابية المسلحة في مصر وسورية والعراق واليمن وليبيا والسودان والصومال وتونس والجزائر وغيرها خير شاهد وخير دليل.

وفى ظل هذه الأجواء يقوم العدو الصهيونى بتهويد القدس وطمس كل معالمه وتدمير آثاره وإبادة شعبه لإنهاء القضية الفلسطينية للأبد، في الوقت الذي انشغل فيه كل بلد عربي بهمومه وصراعاته الداخلية، وفى تلك الأثناء مازالت هناك أصوات داخل الأمة العربية ترفع مشروع الاستسلام للعدو الصهيونى وتدعو للسلام معه، بل تعتبر من يرفع راية الجهاد في مواجهته إرهابيًا، إنه عمى بصر وبصيرة فتجربة السلام المزعومة مع هذا العدو الصهيونى أثبتت فشلها وللأبد فلماذا الإصرار على الخنوع والخضوع والاستسلام، فما قبله الرئيس السادات ظنا منه أنه سلام مع العدو الصهيونى في وضع كان هو المنتصر بعد حرب أكتوبر 1973 رفضه وبفطنة ووعى الزعيم جمال عبد الناصر وبمكاسب ومغريات أكبر بعد نكسة 1967، فقد كان القائد والزعيم يدرك حقيقة الصراع مع العدو الصهيونى وأنه صراع وجود وليس صراع حدود، فلا يمكن أن نقبل سلاما مع ذلك العدو إلا بتحرير كامل التراب الوطنى العربي المحتل وهو ما يعنى زوال دولة الكيان الصهيونى المزعومة من الوجود وهو ما لا يقبله العدو الصهيونى.

فلماذا إذًا كل هذا الهراء ولماذا كل هذا الخنوع والخضوع والاستسلام لابد أن نعود لنرفع نفس الشعارات التي رفعها الزعيم جمال عبد الناصر لا صلح لا تفاوض لا اعتراف، وما أوخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وليعلم كل الذين ينادون بالسلام مع العدو الصهيونى أن البندقية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب العربي الفلسطينى في مواجهة العدو الصهيونى، ومن يرى غير ذلك فإنه يسعى إلى خدمة المشروع الصهيونى، ومن يرى عدم قدرتنا على مواجهة العدو الصهيونى فعليه أن ينظر فقط للمقاومة اللبنانية البطلة والشجاعة التي يرتعد منها العدو الصهيونى ويخشاها ويعمل لها ألف حساب.. اللهم بلغت اللهم فاشهد.
Advertisements
الجريدة الرسمية