رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

قلق المصريين والسد الإثيوبي

قال الرئيس السيسى إن قلق المصريين بسبب السد الإثيوبي مفهوم ومقدر لأنه يعبر عن حرص على مصالح وحقوق الوطن، غير أنه فى ذات الوقت طالبهم بعدم استعجال النتائج لأن مسار التفاوض الذى نسلكه لحل أزمة السد يحتاج جهدا ووقتا وصبرا.. وهذا لا يعنى أن نتجاهل أهميةَ عامل الوقت فى تلك الأزمة، وهو العامل الذى راهنت عليه إثيوبيا كثيرا خلال تطورات المسار التفاوضي..


فهى سعت لاستهلاك الوقت بشكل مستمر ودائم من خلال العودة إلى نقطة البدء مع كل مرحلة جديدة من التفاوض، وإهمال وتجاهل ما تم التوصل اليه من اتفاقات سابقة، لانها كانت تبغى دوما أن تستفيد من الوقت فى إنجاز السد وتجهيزه للعمل، غير مكترثة بالتوصل إلى تفاهم معنا ومع السودان حول ملء وتشغيل السد، وذلك بعد أن وجدت أن الفرصة سانحة لها للسيطرة على النيل الأزرق والتحكم فى تدفق مياهه لمصر والسودان..

قبل الملء الثانى

وبعد أن قامت اثيوبيا بإلملء الاول للسد العام الماضى أعلنت مرارا أنها ستقوم بإلملء الثانى بعد ستة أسابيع، أى مع الفيضان القادم فى شهر  يوليو، بدون التوصل إلى اتفاق قانونى ملزم لملء وتشغيل السد، وهى بذلك تحاول اللعب على عامل الوقت ليكون فى صالحها..

أى تسعى لاستغلاله لفرض أمر واقع جديد على دولتى المصب مصر والسودان، لأن إتمام الملء الثانى والجديد للسد يرسخ واقعا جديدا تتحكم فيه اثيوبيا فى النيل الازرق، لأنها هى التى حددت بمفردها كمية المياه التى سوف تحجزها بدون توافق مع مصر والسودان، وهو ما سوف تسعى لان تفعله فى السنوات المقبلة.. وهذا أمر لا يمكن لنا والسودان قبوله، لأننا لا يمكن كما قال الرئيس السيسى اليوم مؤكدا ما سبق أن قاله من قبل، و لن نفرط فى حقوقنا المائية.

ولأن المصريين يفهمون ذلك ويدركون أهميةَ الوقت فانهم يريدون ألا تتمكن اثيوبيا من تحقيق ما ترمى إليه، وأن تتمخض الجهود التى نقوم بها نحن والسودانيون عن نتائج واضحة فى المسار التفاوضي لأزمة سد النهضة قبل أن تبدأ اثيوبيا الملء الثانى بدون إتفاق قانونى ملزم كما نطالبها به، حتى لا تزيد قدراتها على التحكم  فى مياه النيل الأزرق والسيطرة عليها وهو الهدف الحقيقى الذى لم تعد اثيوبيا تخفيه.     
Advertisements
الجريدة الرسمية