رئيس التحرير
عصام كامل

قضية الوعي وفهم صحيح الدين!

في الاحتفال بذكرى ميلاد سيد الخلق نبي الرحمة ورسول الإسلام الذي بعث للعالمين بشيراً ونذيراً جاءت كلمات الرئيس السيسي قوية مؤثرة؛ ذلك أنه قد غاب أو غُيب في رءوس من يقترفون أو يسهمون في جرائم الإرهاب قول الله تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ" بكل ما تحمله كلمة العالمين من معنى الشمول والسعة..


وكما قال الرئيس السيسي إن شريعة الإسلام تقوم على أساس البناء لا الهدم.. وهنا يتوجب على علماء الدين تصحيح المفاهيم الخاطئة، ونشر صحيح الدين في مواجهة دعاة الشر. مقاصد الدين تستهدف تحقيق صالح البلاد، ومنفعة العباد بالسماحة واليسر وليس التطرف والتشدد، وبهذه المعاني أرسى رسول الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة دعائم وأسسًا عظيمة وخالدة للإنسانية جمعاء..

الفوضى تفتح أبواب الجحيم!

ومن ثم أكد الرئيس السيسي أن قضية الوعي الرشيد وفهم صحيح الدين سوف تظل من أولويات المرحلة في مواجهة أهل الشر الذين يحرفون معاني النصوص ويخرجونها من سياقها ويفسرونها وفقاً لأهدافهم، أو يعتمدون على تفسيرات خاطئة لها؛ مما يقتضي علماء الدين تصويب المفاهيم الخاطئة لنحمي المجتمع والدولة من عواقب الفهم الخاطئ وما يستتبعه من عنف وتخريب، وليدرك العالم أجمع كيف يتأسس الإسلام على الرحمة والتسامح والتعايش السلمي بين البشر جميعاً.

شتان ما بين الحقائق والشائعات وبين الوعي السديد والوعي الزائف؛ وليس بناء الوعي الرشيد للأمة شيئاً يسيراً أو عملاً مما تستطيعه الحكومات وحدها بل هي عمل مجتمعي يتطلب تضافر مؤسسات الدولة الدينية والثقافية والإعلامية لبناء شخصية قوية وسوية قادرة على مواجهة التحديات والتمييز بين الحق والباطل..

أوباما.. ومخطط سقوط مصر!

فرسالة الإسلام جاءت انتصاراً لحرية الفكر والإيمان والاختيار والاعتقاد، وهي حرية ليست مطلقة حتى لا تحولها أهواء النفس إلى فوضى تستبيح التخريب والتدمير.. بل تقف تلك عند حدود حريات الآخرين.. ولا يمكن أن يمس مكانة سيد الخلق في قلوب المسلمين وعقولهم في كل أنحاء العالم قول أو فعل..

كما أكد الرئيس السيسي رفضه القاطع لأي أعمال عنف أو إرهاب تصدر من أي طرف تحت شعار الدفاع عن الدين أو رموزه المقدسة؛ فجوهر الدين هو التسامح. وبكلمات قاطعة حذر الرئيس من الإساءة للأنبياء والرسل، مؤكداً أنها استهانة بقيم دينية رفيعة، ولا يمكن أن يحمّل المسلمون بأوزار ومفاسد وشرور فئة قليلة انحرفت، وأن الاقتداء بالرسول والتأدب بأدبه وأخلاقه والصدق وإتقان العمل أمر مهم.
الجريدة الرسمية