رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

قصة منتحر في ميدان التحرير

محمد حسني مواطن مصري ظهر فجأة على وسائل التواصل الاجتماعي وهو يبث بثا حيا ويردد عبارات حول ما تعرض له من ظلم دون إفصاح عن ماهية الظلم ولا من يقف وراء ذلك.



هدد محمد حسني بإشعال النار في نفسه وبالفعل سكب "جركن" بنزين على ملابسه أمام الجميع وردد حسبى الله ونعم الوكيل، وعندما بدا في المشهد بعض رجال الأمن يحاولون إنقاذ الرجل أو القبض عليه كان قد أشعل النار بالفعل وانتهى المشهد بسقوط الكاميرا!!

حقيقة يوسف هانى

مصر كلها تابعت هذا المشهد وقد حاولنا التواصل مع الأجهزة الرسمية لتوثيق الواقعة والتعرف على تفاصيل الحادث دون جدوى، وكالعادة استغل إعلام الخارج حالة تغييب إعلامنا وخاض فيما يريد الخوض فيه.. ساعتها فقط صدر بيان رسمي يشرح لنا التفاصيل.

يقول البيان الرسمي إن المواطن محمد حسني ينتمى إلى جماعة الاخوان وإنه مصاب باضطراب نفسي، وإنه أقدم على فعلته لخلق حالة تعاطف مع الجماعة الارهابية أو لإثارة الفوضى.

والحقيقة أن بيان وزارة الداخلية جاء متأخرا وأدى تأخره إلى التشكيك فيه.. هنا أنا لا أشكك في المعلومات الواردة في البيان وإنما أقول إن التأخير في التعامل الإعلامي مع حادث يذاع "لايف" جعل الجميع يشارك في التحليل والتوقع وهل تعرض الرجل لظلم في حياته من جهة رسمية أو من جهة عمله أو على يد الشرطة.

كانت ساحات التواصل الاجتماعي قد قالت كلمتها وشارك فيها مواطنون عاديون وأيضا شاركت فيها الجماعة الارهابية بكتائبها وبالتالي كان التشكيك في البيان هو الأمر السائد للأسف الشديد.

قلم في مواجهة الحصار

وما ظهر للعامة أن الرجل مهندم الثياب ومتحدث معقول رغم أنه بدا عليه عدم التوازن لسبب ما نجهله جميعا ولا يمكن تصديق أن عاقلا يشعل النار في نفسه من أجل مساندة جماعته وقد يفعل ذلك نتيجة عدم التوازن.
ما هي أسباب اضطرابه النفسي؟ هل فعلا فصله من عمله والفراغ الذي عاناه؟ هل قبض عليه بسبب جنائي أو سياسي؟ هل تعرض لظروف قاسية اقتصاديا نتيجة تعطله عن العمل؟.. كلها أسئلة لا إجابة لها.

وأظن أن الحادث بكل تفاصيله يجعلنا نطالب بتعامل أكثر دقة مع مثل هذه الحوادث والتعامل معها بشفافية إذ إن ترك الفراغ من شأنه أن يوفر ل الجماعات الارهابية مساحة كبيرة لإثارة الفوضي ونظن أن تحقيقا عادلا وشفافا من شأنه أن يحل معضلات لا تزال تسمح لكل من أراد العبث باستقرارنا سهلا وميسورا.
Advertisements
الجريدة الرسمية