رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

عودة ترامب!

بعد محاكمة لم تقدم طويلا ظفر ترامب بالبراءة، ليس لعدم كفاية الأدلة اللازمة لإدانته، ولكن لأن أغلبية الأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ اختارت أن تنقذه وتبرئه وتصوت لصالحه.. حيث لم ينضم للنواب الأعضاء الديمقراطيين في المجلس البالغ عددهم سوى سبعة أعضاء فقط من الجمهوريين، بينما كانوا يحتاجون لسبعة عشر عضوا للوصول إلى أغلبية الثلثين..


لقد اختار معظم الأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ أن يدعموا ترامب ويتعرضوا لهجوم الديمقراطيين وأجهزة الإعلام لأنهم خشوا أن يفقدوا مقاعدهم في انتخابات المجلس المقبلة في العام المقبل، وأن يفقد حزبهم آلاف الأعضاء الذين توقعوا أن يستقيلوا من الحزب إذا خذل ترامب وشارك الحزب الديمقراطي في إدانته.

وهذه البراءة التي ظفر بها ترامب فتحت الباب أمامه للعودة مجددا للحياة السياسية الأمريكية، وهو أعلن ذلك بالفعل بعد تبرئته، وقال إن حركته لصياغة مستقبل أمريكا بدأت العمل بالفعل في يوم تبرئته.. والرجل حتى ولو منعت التقارير الاستخباراتية عنه كما طلب بايدن لا يوجد قانون ما يمنعه من خوض الانتخابات المقبلة، أو القيام بنشاط سياسي، بل إنه سوف يستثمر تلك التبرئة في شن مزيد من الحملات ضد خصومه، وأولهم أعضاء حزبه الجمهورى الذين انضموا إلى الديمقراطيين لإدانته وإزاحته عن الحزب.

في غرفة «رعاية مركزة»!

هكذا أزمة أمريكا السياسية لم تنفرج كما كان يطمح الديمقراطيون بإدانة ترامب، ولذلك وصف الرئيس الأمريكى بايدن الديمقراطية الأمريكية بأنها هشة.. بل إنها تبدأ فصلا جديدا وليس معروفا هل يكون أقل درامية من ذى قبل، ولن يشهد حوادث مماثلة لاقتحام مبنى البرلمان الأمريكى، أم قد يشهد حوادث أخرى صادمة قد يكون من بينها تنظيم مظاهرات ضد بايدن على غرار ما تعرض له ترامب في الأيام الأولى لحكمه.. لكن كل ذلك مرهون بما سوف تاتى به الأيام المقبلة لترامب.. فالبراءة السياسية التي ظفر بها من مجلس الشيوخ لا تحول دون مقاضاته ومحاكمته جنائيا من قبل أي مواطن أمريكى.
Advertisements
الجريدة الرسمية