رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

عندما يستقيل الوزير!

ثمة قول شائع لدينا يقضى بأن الوزراء لدينا لا يستقيلون وإنما يظلون متمسكين بمقاعدهم الوزارية حتى يتم تغييرهم.. ومع ذلك فإن تاريخنا حافل باستقالات عديدة لوزراء منذ إعلان النظام الجمهورى فى بداية الخمسينات من القرن الماضى بعد ثورة يوليو.. ولعل أشهر الاستقالات فى عهد عبدالناصر كانت استقالة ثروت عكاشة من وزارة الثقافة والإرشاد القومى قبل أن يحلف اليمين ويمارس صلاحيات منصبه الجديد، بعد أن فوجىء بتعيينه وزيرا من نشرة أخبار المساء وهو خارج البلاد يعمل سفيرا فى روما..


أخطر استقالة
وهى الاستقالة التى رفضها عبد الناصر واستجاب ثروت عكاشة له، مثلما استجاب مرة أخرى لناصر وقبل التجديد  له فى منصبه، بعد أن أبدى رغبته فى ترك الوزارة عندما نزعت منه بعض الصلاحيات المتعلقة بالإعلام.. أما أخطر استقالة وزارية فى عهد عبدالناصر فقد كانت إستقالة عبدالحكيم عامر فى الستينات من كل مناصبه الرسمية واختفاءه حتى لا يمارس ناصر عليه ضغوطا للعودة والعدول عن استقالته، وهو ما حدث بالفعل لتزيد سطوة ونفوذ عامر سياسيا وليس عسكريا فقط وهو ما أفضى إلى هزيمة يونيو..

لكن مع ذلك فقد ظلت إستقالة الوزراء خلال عهد عبدالناصر حدثا استثنائيا، وكان يفضل تغيير الوزراء مع تغيير الحكومات باستثناء تقريبا إقالة الدكتور حلمى مراد بعد أن غضب منه ناصر لتسريب معلومات مجلس الوزراء.

أما عهد السادات فقد شهد استقالات لوزراء استأثرت باهتمام الرأى العام، كان أبرزها استقالة عدد من الوزراء كان أبرزهم  وزيرى  الداخلية والحربية فى بداية حكم السادات، والذى إعتبره الرئيس الأسبق مؤامرة ضده فإعتقلهم جميعا مع مدير المخابرات العامة وقيادات سياسية أخرى ومحاكمتهم والحكم عليهم بالحبس.. وبعد سنوات إستقال اسماعيل فهمى وزير الخارجية اعتراضا على زيارة السادات لإسرائيل فى عام ٧٧، ثم إستقال إبراهيم كامل من ذات المنصب اعتراضا على ما إعتبره تنازلات قدمت فى مباحثات كامب ديفيد.

 إستقالات شهيرة 
ورغم أن عهد مبارك إتسم  بطول بقاء المسئولين فى مناصبهم إلا إنه شهد أيضا استقالات لبعض الوزراء، خاصة وزراء النقل فى أعقاب حوادث قطارات كبيرة كان لها ضحايا كثيرين، ومنهم وزير كان موجودا فى خارج البلاد فتم استدعاوءه على الفور ليقدم استقالته فى المطار.. لكن عصر مبارك  لم يشهد استقالات وزارية إتسمت بصبغة سياسية كما شهد عهد عبدالناصر.

وبعد انتفاضة يناير ٢٠١١  لم تتوقف ظاهرة استقالة الوزراء.. فقد شهدت أول حكومة شكلها الفريق أحمد شفيق إستقالة جابر عصفور من منصب وزير الثقافة بعد مناقشة مع وزير الداخلية فى مجلس الوزراء.. وفى حكومة عصام شرف إستقال وزير الصناعة ليفتح الباب أمام إعادة تشكيل الحكومة.

أما فى السنة التى حكم فيها الإخوان ومع إقتراب موعد انتفاضة يونيو فقد تقدم بعض الوزراء بإستقالتهم من حكومة هشام قنديل.
وهكذا رغم شيوع القول بأن الوزراء لدينا لا يستقيلون فان تاريخنا الوزارى حافل باستقالات شهيرة .  
Advertisements
الجريدة الرسمية