رئيس التحرير
عصام كامل

عفوا يا معالي الوزيرة

أعتز كثيرا بانتمائي لأول كلية للاقتصاد والعلوم السياسية احتضنتها جامعة القاهرة في الستينات من القرن الماضي، ونحن خريجو هذه الكلية نتعامل مع بَعضُنَا باعتبارنا أبناء عائلة واحدة تربطنا معا روابط  قوية.. وأعتز أكثر بانتمائي لدفعتي بالكلية، الدفعة السابعة التي توصف بأنها الدفعة الذهبية لأنها قدمت نجوما لامعة في كل المجالات، السياسية والاقتصادية والحكومية والجامعية والإعلامية والصحفية وحتى في العمل الخاص، وأفرح لنجاح أي زميل أو زميلة جمعنا انتمائنا لهذه  الكلية التي كان إنشاوءها قبل أكثر من ستة عقود مضت حدثا جامعيا مهما في  البلاد، كما أوضحت الدكتورة نيفين مسعد في كتابها عن الكلية التي تعمل أستاذة بها.


ومع ذلك كله فإنني أوجه عتابا للدكتورة هالة السعيد الزميلة بالكلية على تصريحها الأخير والذي كانت تحاول فيه أن تحذر من مخاطر الزيادة السكانية.. فقد جانبها التوفيق وهي تقول إن الشخص الواحد يكلف الدولة نحو مليون ونصف المليون جنيه منذ ميلاده وحتى بلوغه سن السبعين!

دعنا من الخلط بين الدولة والحكومة هنا ولنركز فقط على أن ما تدفعه الحكومة للناس سواء كان في شكل خدمات أو حتى دعما للسلع الغذائية، ومن قبلها الكهرباء والبنزين، ليس من جيبها ولا من أموالها الخاصة ولكن من الأموال التي تجمعها من المواطنين أساسا سواء في شكل ضرائب مباشرة، مثل ضرائب الدخل والضريبة العقارية، أو ضرائب غير مباشرة مثل ضريبة القيمة المضافة.. وحتى إذا كانت كل هذه الضرائب والجمارك لا تكفي لتغطية ما تنفقه الحكومة فإنها تعوض ذلك النقص بالاقتراض من الداخل والخارج، والمواطن وليس الحكومة هو الذي يتحمل في نهاية المطاف أعباء هذه الديون من أقساط وفوائد.. أى أن المواطنون هم الذين ينفقون على الحكومات وليس العكس يا معالي الوزيرة وإبنة الكلية التي أعتز بها.     
الجريدة الرسمية