رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

عفوا يا سادة.. فلسطين لن تعود

للأسف أن الحقيقة المرة التى لا نريد الاعتراف بها كعرب أنه لا أمل فى القريب العاجل فى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، أو إقامة دولة فلسطينية، لأن الواقع على الأرض يؤكد أنه لا توجد نوايا حقيقية لدى الأمريكان أو الاسرائيليين ومعهم قيادات فصيلى المعادلة الفلسطينية فتح وحماس فى تحقيق ذلك، وسيظل الدم الفلسطيني لسنوات قادمة، هو الثمن الذي يقدمه الجميع قربانا لأطماع شخصية، تبقى الصراع على ما هو عليه.


بالعودة إلى الوراء لشهر مضى، وتحديدا قبل اندلاع الصراع الأخير بين إسرائيل والفلسطينيين، نجد أن القيادة فى الجانبين كانت فى أمس الحاجة لحرب -حتى ولو كانت مفتعلة- لاستعادة شعبية باتت فى الحضيض، وأوشكت على وضع نهاية لمستقبلهم السياسى جميعا.

 بيزنس القضية الفلسطينية
حيث بدا الرئيس الفلسطيني فى وضع شعبى لا يحسد عليه، بعد أن أجل الانتخابات التى كان مقررا له قبل أيام، بشكل أقرب إلى الإلغاء، مما أثار الأغلبية العظمى من الفصائل الفلسطينية، وخلف احتقانا كاد أن يؤدى إلى مواجهات فلسطينية - فلسطينية لا تحمد عقباها.

فى الوقت الذى بات فيه نتنياهو أيضا فى موقف كارثي، بعد أن فقد كثيرا من تأييد الاسرائيليين فى 4 انتخابات جرت على مدار عامين، وعجز عن تكوين ائتلاف حكومى صامد لعدة مرات، وبات قاب قوسين أو أدنى من دخول انتخابات خامسة، أو المثول أمام القضاء بتهم عدة تتعلق بالفساد، قد تلقى به إلى السجن فى حاله الفشل.

الواقع على الأرض يقول، أن القادة الفلسطينيين باتوا لا يمتلكون إرادة حقيقية لحل قضيتهم، بعد أن فشلوا على مدار سنوات فى توحيد كلمتهم، وحولوا الجسد الفلسطينى إلى كيان محتقن وممزق يتناحر الجميع علي زعامته، بعد أن حولوا القضية إلى بيزنس يسوقونه من خلال شعارات جوفاء، توجه كل منهم بها إلى قبله يدين لها بالولاء تأمينا لدعم سخى، وليذهب الشعب الفلسطيني المسكين ومعه القضية إلى الجحيم.

انحياز علني
أما الاسرائيليون، فلا نية لديهم أيضا فى الحل فى القريب العاجل، بعد أن أصبح لديهم يقين أن الفلسطينيين سيظلوا غارقين فى صراعاتهم الداخلية إلى الأبد، فشرعوا فى التوسع ومد بؤر الاستيطان واحدة تلو الأخرى، فى ظل تحقيق أحزاب لا تؤمن بالتفاوض مع الفلسطينيين أو حل الدولتين للأغلبية فى الانتخابات الأربع الأخيرة، وهو ما جعل من توسيع بقعة الاستيطان نهجا لدى كل الحكومات المتعاقبة فى إسرائيل.

وكعادتها، ظلت أمريكا التي من المفترض أنها الراعى الأول لعملية السلام، على عهدها بمساندة ودعم إسرائيل وبعد أن اعترف ترامب بالقدس عاصمة للدولة الصهيونية، ونقل سفارة بلاده إليها، وبارك صفقة القرن التى يتأهب نتنياهو لتنفيذها مع أول استقرار للأوضاع السياسية فى إسرائيل.

وهو ذات النهج الذى سار عليه خلفه جو بايدن من قبل أن توليه الرئاسة بسنوات -حتى وإن قدموا للفلسطينيين حفنة من المساعدات- بدليل ما ورد على لسان نتنياهو وأيده وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن خلال المؤتمر الصحفي الذى جمعها منذ أيام، والذى أوضح جليا عدم وجود نيه لدى الإدارة الأمريكية الجديدة فى طرح حلول للقضية، بل انحياز كامل وعلنى للكيان الصهيونى.

بايدن ونتنياهو
فقد وجه نتنياهو الشكر علنا للرئيس الأمريكي على دعمه - لما أسماه- حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وقال: "فى عام 2014 دعمنا بايدن بالرعاية فى تجمع القبة الحديدية الاعتراضية، ويقوم بذات الرعاية الآن مرة أخرى، إلى جانب دعمه لحق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها ضد حكومة ملتزمة بتدميرنا، ولذلك إذا انتهكت حماس وقف إطلاق النار سيكون ردنا قوى، لقد كان الرئيس بايدن محقًا في أننا لن نتوصل إلى سلام مع الفلسطينيين حتى يعترفوا بإسرائيل كدولة يهودية، ونتطلع إلى مذيدا من الدعم الأمريكي لتحقيق مزيد من التطبيع مع الدول العربية، وتعميق الاتفاقيات الإبراهيمية".

فى حين أكد وزير الخارجية الأمريكية أيضا عن انحياز بلاده للكيان الصهيوني، وقال نصا: "طلب منى الرئيس بايدن الحضور لإظهار التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل، والدعم الكامل لحقها فى الدفاع عن نفسها ضد إطلاق الصواريخ العشوائى، حيث يعتبر الرئيس هذا الأمر التزاما شخصيا منه، ولاسيما أنه يعد من أقوى الشخصيات المؤيدة لإسرائيل منذ 50 عاما، ولذا فقد ناقشنا احتياجات إسرائيل الأمنية، وملء صواريخ القبة الحديدية، ونقدر بيان رئيس الوزراء الذي أدان الهجمات، بغض النظر عمن كان ضد من، بعد زيادة الهجمات المعادية للسامية".

للأسف هكذا تبدو رؤى القادة فى أمريكا وفلسطين وإسرائيل وهكذا تبدو مواقفهم التى تفتقد لإرادة حقيقية لحل القضية، ولا عزاء للشعب الفلسطينى وحلم الدولة.. وكفى.
Advertisements
الجريدة الرسمية