رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

شيوخ المهنة وداعا

على مدار ما يقرب من العام ونصف، كنت على تواصل مقرب معهم، إذ كنت مسئولا مباشرا فى أحد المواقع الإلكترونية العريقة عن نشر مقالات كبار الكتاب، الذين كان الموقع يتعاون معهم حينها.

أساتذتي الكبار الراحلين الذين غادروا دنيانا، وفق ترتيب كتابة الأسماء، الأستاذ عبدالله كمال، الأستاذ محمود صلاح، وكان آخرهم العملاق الأستاذ محمد على إبراهيم.

لم تكن مجرد علاقة عمل وعلى وجه الخصوص الأستاذين محمود صلاح ومحمد على إبراهيم، لكنها كانت علاقة أستاذية يغدق فيها الكبير علما ومعرفة وخبرة، على من كان ولا يزال يحبو ويتجول متعلما في فنون الكتابة الصحفية.

 

بيان النجاح وسنينه


الأستاذ الراحل محمود صلاح الذى كان مستشارا صحفيا للموقع ، لم أتخيل يوما أن أكون مقربا أتعلم منه، فقد كان رائدا من رواد المهنة وشيوخها في تخصص صحافة الحوادث، كما روى لي ولزملائي عن صولاته وجولاته فى اختراق حصون عصابات الاجرام والمخدرات والارهاب، متنكرا بلا خوف فى سبيل أداء رسالته الصحفية، التى ودعها تاركا فى عقول محبيه وتلاميذه قاموسا فى أصول المهنة كما يجب أن تكون.

غادرنا الأستاذ محمود صلاح رئيس تحرير مجلة آخر ساعة وجريدة أخبار الحوادث، فى ديسمبر الماضي، وكأن صديقه الوفى وشريك كفاحه، يأبي أن يستمر فى المضي بالحياة دون عشرة العمر وصديق المهنة الجليلة.

وفارقنا صباح الثلاثاء السابع من يوليو، أستاذ الترجمة الصحفية، وأحد أعمدة مؤسسة دار التحرير العريقة، ورئيس تحرير جريدة الجمهورية الاسبق، الاستاذ القدير محمد على إبراهيم.

 

 الملحمة


لم تكن مجرد علاقة عمل أيضا بل كانت علاقة أبوية تتلاحم فيها نصائح العمل بالنصائح الحياتية، نجلس على المقهى نتبادل الأحاديث عن أحوال المهنة وذكريات الراحل إبان توليه منصب رئيس تحرير الجمهورية، حواديته الصحفية، ارشاداته للكتابة الناجحة، وينتهى حديث المقهى بقسم غليظ  من الأستاذ أن يدفع حساب المشاريب، فقد كان نموذجا للكرم مع من حوله.

وخلال الأعوام الثلاث الأخيرة جمعتني الصدفة الجميلة لأعاود العمل مع الراحل في إحدى المؤسسات الصحفية العريقة، وكم كانت سعادتى حين يجلس مع طاقم التحرير فى الاجتماع الأسبوعى، كى يستفيدوا من خبراته ورؤيته الموضوعية للأمور فى كل المسارات التى كان يعلى فيها المهنية أولا، ثم تليها أى اعتبارات أخرى لاحقا.

يغادرنا الأساتذة تباعا، شيوخ المهنة الراقية، أعلام القلم، رؤوس حراب الحق، الذين ندعو الله عز وجل أن يغفر لهم ولنا وان يلحقنا بهم على خير، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا لله وإنا إليه راجعون.   


Advertisements
الجريدة الرسمية