رئيس التحرير
عصام كامل

شيرين تحتاج إلى تأهيل


لا تتعلم شيرين عبدالوهاب من "سقطاتها"، وفي كل مرة تضع نفسها في موقف "بايخ" ثم تعتذر عنه مجبرة، نقول لعله يكون الأخير وتتعظ من الضجة المثارة ضدها. لكن ما إن تهدأ الأمور، حتى تتسبب في مشكلة أكبر منها.


شيرين التي أنفقت قناة مصرية عشرات الملايين حتى تنتج لها برنامجا منوعا تتولى تقديمه، كان يفترض بها أن تحافظ على اسمها وسمعتها لا أن تحيطهما بـ "فضيحة" مصورة صوت وصورة وتضع نفسها في مثار النقد والشتائم ردا على تصرفها غير المبرر في زفاف عمرو يوسف وكندة علوش.

شيرين في الفيديو المصور لم تكن في حالة طبيعية، وأدلت بكلام غير مترابط وبلا معنى، وأساءت لأسماء كبيرة اسما ومقاما، فأي متابع للحركة الغنائية العربية يدرك أن اللبنانية إليسا الأكثر مبيعا وتوزيعا في العالم العربي، وأن نجوميتها تفوق شيرين بمراحل، وإذا كانت شيرين تتمتع بصوت جميل وموهبة فإن إحساس إليسا في الغناء أكبر فضلا عن أنها أكثر ذكاء وثقافة.

قد يكون هناك هدف مريب من تسريب الفيديو، لكن "الخطيئة" تتحملها شيرين لأنه لم يكن هناك داع ولا سبب لما فعلت، حتى أنها لم تتوقف عن الإساءة لزملائها في ظل ضحك الحضور على كلامها عندما أخطأت في اسم محمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ، وأساءت إلى إليسا وعمرو دياب دون أن تذكره اسما، وكان بإمكانها الاكتفاء بالإشادة بنفسها كما تشاء وبزميليها محمد حماقي وتامر حسني دون الإساءة والاستهزاء بنجوم آخرين، خصوصا أن عمرو دياب شئنا أم أبينا أهم مغن عربي وواجهة فنية مشرفة لمصر في العالم كله.

رقي وأخلاق عمرو دياب وإليسا تجلت في الرد غير المباشر على "سوقية" شيرين وتعرضها لهما دون مبرر، إذ اكتفى عمرو دياب بنشر فيديو يمارس فيه الرياضة كما لو كان شابا في العشرين ردا على من ترى أنه "راحت عليه خلاص"، أما إليسا فنشرت تغريدة للملحن محمد رحيم، علق فيها على فيديو لها تغني فيه "مشاعر" مع شيرين، قائلا: "إليسا لما غنيتي مقطع من أغنية مشاعر تمنيت لو كانت الأغنية لك من الأول".

اكتفي عمرو دياب وإليسا برد عملي غير مباشر يقصف جبهة شيرين، وتركا باقي المهمة للجمهور والفنانين في مصر ولبنان، حيث انهالت الانتقادات والتلميحات على شيرين، ولم يخل الأمر من الشتائم والتجريح ردا على ما فعلته، وذكرها البعض بحالها قبل سنوات وكيف أصبحت بلمسات أطباء وخبراء التجميل اللبنانيين، فيما تحدث البعض الآخر عن نجومية دياب الساحقة رغم تجاوزه الخمسين، وأن علينا الانتظار حتى تصبح شيرين في عمره لنرى كيف ستكون نجوميتها أو شكلها.

سيل الهجوم على شيرين أجبرها على الاعتذار وكالعادة قالت "وحياة بناتي مكانش قصدي"، وأمام استمرار الهجوم عليها لجأت إلى حيلة التبرع لعل فعل الخير يمحو خطيئة الإساءة للغير، لكن تبرع شيرين السخي بمليون جنيه الذي أعلن عنه الإعلامي عمرو أديب مر مرور الكرام ولم يؤثر في الناس كما أرادت شيرين، وطغى فيديو "فضيحة" الإساءة لزملائها على بدء عرض برنامجها الغنائي المنوع الذي تكلف عشرات الملايين ولم يشعر به أحد!!.

انتفض نجوم الغناء والتمثيل دفاعا عن عمرو دياب وإليسا وكذلك فعلت الصحافة، ولم تجد شيرين من يدافع عنها إلا عدد لا يزيد على أصابع اليد تتقدمهم صديقتها أصالة نصري.. النفر القليل المساند لشيرين رغم فداحة أخطائها عليه أن ينصحها أن تكتفي بالغناء وأن تلتزم الصمت وتتجنب الحديث في أي شيء، وإن أرادت التصرف بحرية وتلقائية كما تريد، فعليها أولا أن تخضع للتأهيل الثقافي والإعلامي وتعرف سبل التعامل مع المحيطين، باختصار إعدادها من جديد لتكون فنانة متكاملة لأن الموهبة وحدها لا تكفي، وتاريخ شيرين حافل بالمشكلات الناتجة عن سوء تصرف وتصريحات في غير محلها وإساءة للغير يعقبها اعتذارات لا تنتهي!!.
الجريدة الرسمية