رئيس التحرير
عصام كامل

شهداء تحت الطلب!

شتان الفارق بين خريجي الكليات العسكرية والشرطية وأقرانهم من خريجي الكليات المدنية.. ربما يرد البعض بأن خريجي الكليات العسكرية والشرطية يجدون أعلى درجات الاهتمام والرعاية والتحفيز، حتى أنهم يبيتون مطمئنين على مستقبلهم الذي ما إن يتخرجوا حتى يلقوا وظيفة مضمونة ومكانة لائقة قد لا تتوفر لكثير من أقرانهم خريجي الكليات المدنية الأخرى..


وقد يكون هذا صحيحاً لكن الصحيح أيضاً أنهم –أي خريجي الكليات العسكرية والشرطية- يلقون في انتظارهم مهمات قد تصل لحد الأهوال، ويتحملون فيها ما لا يطيقه غيرهم، وقد يبذلون فيها حياتهم ناهيك، عما يبذلونهم من جهد مستمر في طلب العلم والتدريب طوال مدة خدمتهم ..

وهنا يمكن القول بأريحية في ظل ما تجابهه الدولة المصرية من إرهاب إن كل واحد من هؤلاء مشروع شهيد أو هم شهداء تحت الطلب وهم يعلمون ذلك ومستعدون دائماً أن يجودوا بأرواحهم بأمر من وطنهم الذي اصطفاهم ليكونوا خط دفاعه الأول، خلافاً لطلبة الجامعات والمدارس الأخرى الذين لا يكلف بعضهم نفسه السعي لتطوير أنفسهم وصقل مهاراتهم حتى تتلائم مع متطلبات العصر وسوق العمل شديدة التطور والتنافس خلافاً لما تلقوه من تعليم جنح بهم بعيداً عن تلك السوق سنوات وهو ما تحاول الدولة جاهدة الآن إصلاح تلك المنظومة برمتها.
الجريدة الرسمية