رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

شكوك اللقاح!

أمر لا يدعو للدهشة أن يثور خلاف عالمى حول لقاح فيروس كورونا، لأننا لم نتمكن بعد رغم مرور عام على اكتشاف هذا الفيروس أن نعرف ما يكفي من المعلومات حوله بعد، ولأن هناك شكوكا أصلا في أمر ظهور هذا  الفيروس لدرجة أن هناك من يعتقد أنه نتاج مؤامرة علمية تورطت فيها دول كبرى. بل هناك من يشكك حتى فى أمر وجود هذا الفيروس المستجد، ومن يستهين به ويراه أهون شأنا من فيروس الإنفلونزا الموسمية.

 
لذلك عندما ينتقل هذا الخلاف العالمى حول اللقاح الى داخل مصر فهذا يعد أيضا أمرا طبيعيا وعاديا.. لكن الأمر المدهش عندنا أن هذا الخلاف حول اللقاح لا يقتصر على المختصين والعلماء فقط وإنما يدلو بدلوه فيه كل من هب ودب كما يقال.. أى من غير المختصين والعلماء.. ولذلك يثار فى النقاش حوله إعلاميا ما هو غير علمي.. وهنا يتجاوز الأمر التعبير عن الرأى إلى تضليل الناس.
 
أول يوم!

ويا ليت الأمر يقتصر على ذلك فقط، وانما يتجاوزه إلى محاولة فرض رأى خاص فى هذا الخلاف على الناس.. أى حثهم على تناول هذا اللقاح أو تحريضهم على تجنبه، ويشارك فى ذلك للأسف الشديد الإعلام أيضا.. والمثير أن ذلك يحدث فى وقت التزم فيه العالم كله بقاعدة الاختيار فى تلقى اللقاح، رغم أن هناك قائمة أولويات للمتلقين له تختلف من بلد إلى آخر، وإن كانت تتفق على العاملين فى الجهاز الطبى وأصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن.
 
أن من حق كل إنسان أن يعتقد ما يراه فى جدوى هذا اللقاح وأمانه وضرورته، بل ومن حقه أيضا أن يكون له رأيه فى أمر فيروس كورونا المستجد ذاته ومدى خطورته، لكن ليس من حقه أن يفرض رأيه الخاص على الآخرين ولا يصح أن يحرضهم على تبنى رأيه ومحاكاته..

بل حتى الذين يستهينون بأمر هذا الفيروس ولا يعتقدون أنه خطير وأن عدد من لقوا حتفهم بسببه أقل كثيرا ممن ماتوا بسبب أمراض أخرى عندما فرضت إجراءات العزل والحظر والإغلاق  لمواجهة هذا الفيروس كانوا مثل غيرهم ملتزمين بها أيضا.
Advertisements
الجريدة الرسمية