رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

سيناريو وأدلة وقوف أمريكا خلف انقلاب تركيا !


أول من تحدث عن وجود انقلاب في تركيا كان مسئولون أمريكيون لم يعلنوا عن أسمائهم وقالوا حرفيًا لوكالات الأنباء "إن شواهد مهمة تقول إن انقلابًا عسكريًا يجري الآن في تركيا "!


أما ثاني من تحدث عن الأوضاع في تركيا كان أمريكيا أيضًا هو "نيد برايس" المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، والذي قال إن المجلس "يعطي معلومات للرئيس أوباما أولا بأول"!

كان المطوب أن تصل التصريحات إلى "أردوغان" في توزيع أدوار متفق عليها بين أوباما وكيري ليستخلص منها أن أمريكا ذاهبة إلى دعم الانقلابيين، وكان ذلك سر الارتباك الملحوظ في الساعة الأولى لأنباء الانقلاب! وهي سر بعض الأصوات التركية الأردوغانية التي توجه الاتهام لأمريكا بضلوعها في الانقلاب وبما يشيــر إلى امتلاكهم أدلة عن ذلك ولكن إعلانها سيدمر العلاقة مع الولايات المتحدة وليس فقط لحمايتها لــ "فتح الله جولن" وإبقائه على أراضيها !

السطور السابقة هي ملخص ما جرى بينما التفاصيل تقول:

تشابكات وتقاطعات وتداخلات بين المصالح الأمريكية والتركية وبين سياسات كلا الدولتين منذ سنوات طويلة تزايدت منذ حكم العدالة والتنمية وتحولت إلى شراكة غير شريفة في زعزعة استقرار المنطقة بعد أن استقر التحالف الصهيوأمريكي إلى أن قيام دولة أو دول إسلامية بدعم حركات مسلحة في تفكيك دول المنطة سيكون أفضل كثيرا من التدخل الإسرائيلي المباشر بالعدوان على أي من الدول العربية أو حتى بتدخلها العلني أو السري لدعم هذه الجماعات من شأنه أن يؤدي إلى نتائج عكسية !

ذهبت تركيا في المخطط إلى أبعد مدى ولم تسقط سوريا ولم يعد مرسي إلى السلطة حتى بدأ حلفاء أردوغان في بحث كل منهم عن مخرج مناسب من الأزمة السورية خصوصًا بعد التوازن الذي أحدثه الوجود الروسي حتى تبين أن تركيا نفسها مستهدفة في إعادة تقسيم المنطقة من خلال "كردستان الكبرى" وفجأة وجدت تركيا نفسها في مواجهة أزمات كبرى تجلت أولا في تسريب وثائق فساد أردوغان وأقاربه وبعض المقربين منه ثم عدم حصول حزب أردوغان على الأغلبية المطلوبة في البرلمان لتشكيل الحكومة وبما استلزم إعادتها وتصاعدت الأزمات مع كل من روسيا وسوريا وألمانيا وتسربت التأكيدات على دعم تركيا "داعش" وبعضها بالصوت والصورة وتزايدت أعمال العنف في تركيا وباتت التفجيرات أمرا طبيعيا وفجأة وبطريقة "دراماتيكية" وبعد مشكلات سريعة في الحزب الحاكم أدت إلى التخلص من أوغلو بدأت تراجعات أردوغانية في كل الاتجاهات من الاعتذار المذل لروسيا إلى تصريحات لــ "جس نبض" تلطيف الأجواء مع مصر ثم الاتفاق مع إسرائيل ولم يتبق إلا إعلان أردوغان التراجع الكامل عن الأزمة السورية !

نتوقف عن تلطيف الأجواء مع مصر التي ستكون حتمًا على حساب علاقة أردوغان بجماعة الإخــوان إن لم تكن ستصل إلى حد تسليم المطلوبين لكن ستصل حتمًا إلى وقف الدعم السياسي والإعلامي وبما سيضع قطر في حرج بالغ وبما يعني انتهاء دور الجماعة نهائيًا !

كان لابد من تحرك عاجل.. خطة تحت السيطرة تقضي بتحرك لبعض قادة الجيش التركي مع وعد بدعم الانقلاب وإعلان الاعتراف فور سيطرة القوات على بعض المؤسسات وفيما يبدو أن أمريكا طلبت أن يتم الانقلاب أثناء عطلة أردوغان وأنها اشترطت أن يتم بلا إراقة دماء لعدم إحراجها إلا عند تحرك قوى مؤيدة لأردوغان وهذا يعني عدم إعدام رئيس الأركان والأمر نفسه لأردوغان الذي فيما يبدو أن أمريكا تعهدت بإقناعه بأن "يغادر" تركيا ووقع الانقلابيون في الفخ وصدقوا الوعود والتصورات الأمريكية دون إدراك أن المخطط يقتضي -وبعد أن تدور عجلة الانقلاب ويصبح مستحيلا وقفها أو إعادتها للوراء هو- التدخل لحماية "أردوغان" في الوقت المناسب ويكون الانقلاب كله تحت السيطرة وهنا تصل الرسالة إليه قوية مفادها "أن الجيش التركي غاضب وقادر على التحرك لكن القواعد الأمريكية قادرة أيضًا على الحماية وإجهاض أي تمرد "!

وربما وصلت الرسالة إلى دول أخرى بالمنطقة كانت تتجه نحو التخلص من التبعية لأمريكا أو العلاقات الخاصة معها وبعضها مطلوب تأديبه لأسباب عديدة من بينها دعم مصر والحرب على الإخوان وبالنظر إلى ما جرى في مجلس الأمن أمس عند إدانة "الانقلاب التركي" وموقف مصر الرافض الصيغة الأمريكية مما أدى إلى رفع جلسة مجلس الأمن بالفعل وهو ما يؤكد أشياء كثيرة في مباراة كبيرة تجرى بوسائل مختلفة بين مصر والولايات المتحدة!
Advertisements
الجريدة الرسمية