رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

سماسرة وجوعى وصندوق مشبوه

في طريقي إلى العمل صباح كل يوم أمر على عدد من مقرات نواب مترشحين في الانتخابات النيابية الحالية، وتصادفنى طوابير من نساء اتشحن بالسواد في مجملهن، وتبدو على وجوههن "مَسْكنة" مدهشة.


هؤلاء لهن أصواتهن يعرضنها للبيع رغما عنهن، فالحاجة أُمّ الحراك والتحركات، وأم المصائب والكوارث، وأم كل تجربة قاسية في الحياة، إذ من غير المتصور أن تسعى كمرشح لاستبدال هذا النظام، فالذي يعطي أكثر يفوز باللمة من حوله.

الناخب معذور والمنتخب مضطر، وكلاهما ضحية الفقر والحاجة والعوز.. طوابير تتراص من الفجر وحتى الساعات الملتهبة من شمس لا ترحم فقير ا أو غنيا.. الكل في انتظار "الشنطة" أو المبلغ المالى الذي قد يسد فاتورة مياه أو كهرباء أو يسد جوعة أطفال لا نصيب لهم من الانتخابات إلى "شبعة" تنتهى مع انتهاء مولد سيدى المنتخب.
دفاعا عن مستقبل وطن!
بعد الانتخابات تعود النساء إلى دورهن متحسرات لانتهاء حاجة المرشح الفائز إلى صوت المهزوم بنيران الفقر المدقع.. هكذا هي ملامح التجربة في معظم الأحياء الشعبية والقرى الأكثر فقرا.

على طريق الانتخاب والحشد تظهر طبقة السماسرة، وهي طبقة تنتظر ما بين انتخابات وأخرى.. تشبع حاجتها من ثراء طارئ بقدرتهم على حشد الناخبين وبيعهم في سوق التصويت.

تبدو العملية رخيصة إلى أقصى مدى، وتبدو الصورة الهزيلة لفكرة الديمقراطية كطريق وحيد آمن الإنسان بقدرته على أعمال تداول السلطة بأقل الخسائر دون دراسة حقيقية لعلاقة الفقر بنجاح تجربة أو فشلها في الوصول إلى برلماني أفرزته صناديق اقتراع غير حرة.

لا حرية لفقير في الاختيار، ولا حرية لنائب لديه برنامج حقيقي، كلاهما مضطر وكلاهما يسهم بدرجة أو بأخرى في تزييف الواقع وإفراز مجلس نيابي هش وضعيف لم يأت بصندوق نزيه!

Advertisements
الجريدة الرسمية