رئيس التحرير
عصام كامل

سافري يا سارة !!

صدمة مروعة أصابت البطلة الأوليمبية في لعبة رفع الأثقال، سارة سمير.. بعد ثبوت تعاطيها للمنشطات في دورة الألعاب الأفريقية، ولأن المصائب لا تأتي فرادي، فقد طالت تهمة المنشطات باقي زملائها. حدث هذا منذ نحو عامين.


سارة سمير حصلت على برونزية أوليمبياد ريو دى جانيرو، أي إنها كان ينتظرها مستقبل واعد، لكنها باتت الآن "في الشارع".. تصرخ ولا يلتفت إليها أحد! سارة وزملاؤها اتهموا المدير الفني لمنتخب الأثقال، ونفوا عن أنفسهم الاتهامات السابقة.. ولكن دون جدوى!

قالوا: "للأسف المدرب اعتاد على إجبارنا على تناول حبوب بدعوى أنها فيتامينات، ولم نكن نعرف أنها منشطات، والدليل ظهور 5 حالات قابلة للزيادة، مما يؤكد عدم وجود شبهة التعمد وأن المدرب يتحمل المسؤولية".

وقالت سارة سمير: إنها علمت أن محمد موسى سبق وتم إيقافه فى اتحاد الباراليمبية بسبب أزمة المنشطات، وعلمت أن كافة أعضاء مجلس إدارة اتحاد رفع الأثقال اعترض إلا رئيس الاتحاد، وتمسك بالتعاقد معه بالمخالفة للوائح الدولية، وللأسف اللاعبون وقعوا ضحية ودفعوا الثمن، وشددت على أنها تتحدث الآن عما سمعته عن المدرب، لكن وقت التعاقد أو فى المعسكرات لم يكن لها حق إبداء الرأى، كما أنها لم تعرف خطورة الموقف، ولكن للأسف أحلام اللاعبين تبخرت، وكانت تتطلع إلى العودة مجددا فى أسرع وقت لممارسة اللعبة.. فقد كان كل أملها أن تحقق حلم ثاني ميدالياتها الأوليمبية فى دورة طوكيو.

مأساة سارة
العقوبة للاعبي المنتخب المصري كانت الإيقاف 4 سنوات، بعد سحب 15 ميدالية كانوا قد حصدوها في تلك البطولة "النحس". الواقعة المؤسفة لم تكن الأولى لهذا الاتحاد، وغيره من اتحادات الألعاب الفردية.. والسوابق كثيرة لا مجال لسردها.. وهذا يعني أن سارة سمير ليست إلا مجرد نموذج للفشل الإداري، أو بالأحرى تعمد إفشال الناجحين، وإجهاض الانتصارات، وإحباط الأبطال، وهزيمتهم معنويا.

الأمر صار يستدعي تدخلًا على أعلى مستوى، فالموضوع أكبر من وزير أو حتى رئيس وزراء.. الأمر صار يحتاج مبادرة قومية لتصحيح المسار في هذا الملف، الذي شوه سمعة مصر القوية، وأبطالها البواسل في كل المجالات، خاصة الرياضة.. وهل ننسى الأثر الرائع الذي حققه بطل الجودو محمد رشوان، الذي خاض بطولة أوليمبية بروح الفارس، ورفض أن يقضي على خصمه باللعب على إصابته، وآثر أن يخسر المباراة على أن يستغل نقطة ضعف المنافس.

ما استثارني لكتابة هذه السطور ليس مجرد مأساة سارة وزملائها، بل ردود الأفعال من قراء ومتابعين عاديين علقوا على بوست كتبته سارة على حسابها بموقع "فيس بوك". فالتعليقات تشي بوجود أزمة ثقة مروعة في صفوف المصريين.. فالكثيرون ينصحونها بمغادرة مصر على الفور، وقبول أفضل عرض باللعب لأي دولة أخرى.

أمر مشين أن نتردى إلى هذا الحال.. عندما نقارن بين الوضع الحالي، وهو سهولة التضحية بالجنسية المصرية، في مقابل ما يبذله جنود وضباط شرطة وجيش، اليوم، وأمس، وقبل الأمس.. ضد الإرهاب.

حكايات الأبطال لا تعد ولا تحصى، وتعجز عن أن تضمها دفتا كتاب، لكن من الواضح أن هناك من يمثل "طابورا خامسا" بيننا، لتدمير الجبهة الداخلية، وشق الصف، والعودة إلى  الوراء، وتشويه الإنجازات الجبارة التي تحققت خلال السنوات السبع الأخيرة. الأمور تدهورت لحد لم تعد تجدي معه المسكنات، ولا يصلح لعلاجه أي شخصية دون القيادة السياسية.

كلام سارة
سارة في البوست، قالت باختصار: "حسبي الله ونعم الوكيل.. في كل مسئول عن اللي احنا فيه.. مفيش اهتمام ولا رعاية وحسسونا أننا خلاص متنا.. لما يضيع حلم الأولمبياد بسبب ناس معندهاش ضمير  يبقى حسبي الله ونعم الوكيل.. لما افضل سنة ونص قاعدة في البيت مفيش حد بيعبرني ولا بيسأل عني في البلد، ولا حد بيرد علي تليفوني يبقى حسبي الله ونعم الوكيل.. لما بعد المستوى والإنجازات اللي عملتها دي يبقى هو ده رد الجميل من البلد والمسؤولين يبقى حسبي الله ونعم الوكيل".

وتختتم كلامها قائلة: "لما لغاية دلوقتي مش عارفين يعملوا لي حاجة في موضوع الإيقاف بتاعي ولا حد مهتم بيه، ولا بيتابع الموضوع  يبقى حسبي الله ونعم الوكيل.. لما أكون قاعدة في البيت والمعسكر يشتغل، وأنا محدش كلمني حتى في التليفون يحسسوني بوجودي على الأقل يبقى حسبي الله ونعم الوكيل.. لما يقعدوا يقطعوا في بعض على المناصب ونبقى احنا الضحية يبقى حسبي الله ونعم الوكيل".
الجريدة الرسمية