رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

رسالة "الطيب" هل وصلت لأسماع آبي أحمد؟!

أهل العطاء وقت الشدائد يتسابقون للبذل، ويسارعون في الخيرات وليس أشد على البشرية من الأوبئة والجائحات.. وليس أفجع من فقد الأحبة جراء إصابتهم بكورونا وهنا يكون الإيثار أعلى مراتب العطاء.. وعلى الدول الغنية واجب عليها أن تسارع بإمداد الدول الفقيرة بلقاحات كورونا إنقاذاً للبشرية من وباء فتاك ينهش شعوب الدول الفقيرة بلا هوادة. 


ما يقال عن الأفراد في واجب العطاء ينطبق على الدول والشعوب أيضاً.. ولعل شر الناس والدول من منع خير الله ونعمه عن عباده مثلما تحاول حكومة إثيوبيا بتشددها وتعنتها في قضية سد النهضة ومحاولة بسط سيادتها على النيل والافتئات على حقوق دولتي المصب ورفض كل المساعي الدبلوماسية والوساطات الإقليمية والدولية لحل المشكلة سلمياً ضاربة بعرض الحائط كل القوانين والأعراف الدولية والحقوق والواجبات بشأن الأنهار الدولية..

وهنا نردد مع شيخ الأزهر فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب قوله: "إن هناك ظاهرة خطيرة ظهرت حديثاً وهي ادعاء ملكية بعض الموارد الطبيعية والاستبداد بالتصرف فيها بما يضر بحياة دول أخرى.. إن الدين عند من يؤمن به ويحترم قوانينه يحكم حكماً صريحاً بأن ملكية الموارد الضرورية لحياة الناس هي ملكية عامة، ولا يصح بحال من الأحوال وتحت أي ظرف من الظروف أن تترك هذه الموارد ملكاً لفرد أو أفراد أو دولة تتفرد بالتصرف فيها دون سائر الدول المشاركة لها في هذا المورد العام أو ذاك..

الإفساد في الأرض
مشدداً أن هذا من أمس ما يتعلق بموضوع الإفساد في الأرض ويجب أن يتكاتف العالم لوقفه قبل أن تنتقل عدواه إلى نظائره من البيئات والظروف المتشابهة، مؤكداً أن الماء بمفهومه الشامل الذي يبدأ من الجرعة الصغيرة، وينتهي بالأنهار والبحار يأتي في مقدمة الموارد الضرورية التي تنص شرائع الأديان على وجوب أن تكون ملكيتها جماعية مشتركة، ومنع أن يستبد بها فرد أو أناس أو دولة دون دولة أخرى فهذا المنع أو الحجب أو التضييق على الآخرين إنما هو سلب لحق من حقوق الله تعالى وتصرف من المانع فيما لا يملك..

وأن سبب هذا المنع المشدد هو أن الله تعالى لما جعل الماء أصل الحياة على اختلاف أنواعها خصّ نفسه سبحانه بتفرده بملكيته وبإنزاله من السماء إلى الأرض وجعله حقاً مشتركاً بين عباده، وأن أحداً من عباده لم يصنع منه قطرة واحدة حتى يكون له شبهة تملك تخوله حق تصرف المالك في ملكه ليمنحه من يشاء ويصرفه عمن يشاء، وأن من يستبيح ذلك ظالم معتدٍ يجب على الجماعات المسئولة محلياً وإقليمياً ودولياً أن تأخذ على يديه وتحمي حقوق الناس من تغوله وإفساده في الأرض.. والدين حذر من الإفساد في الأرض "وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ".

ما أرجوه أن تكون رسالة شيخنا الجليل قد وصلت إلى أسماع آبي أحمد ومن يحكمون ثيوبيا ومن يحرضون على منع تدفق النهر في اتجاه دولتي المصب والإضرار بحياة عشرات الملايين من أبنائهما.. فالمياه هبة الله الخالق وليس من حق الخلق أن يمنعوا ما أعطاه الله لعباده.. فهل وصلت الرسالة؟! 
Advertisements
الجريدة الرسمية