رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

رئيس نظافة وتجميل القاهرة.. ومنظومة «تيتانيك»

النظافة.. شعار الإيمان، ودليل الحضارة، وراحة الأعين، ووقاية الأبدان، والنظافة المعنوية تقودنا للنظافة المادية، ورغم جهود الدولة الحثيثة لحل المشكلات الأساسية للمواطنين، ورغم الموازنة الهائلة المرصودة لهذا الغرض فإن شوارع القاهرة الرئيسية لا زالت تئن من القاذورات التي تقبع بجوار المدارس والمساجد ومنازل المواطنين يشكل يعكس غياب الفكر القادر على علاج ظاهرة القمامة في الشوارع.


وعندما دققنا النظر، وجدنا أن سبب ما تعانيه القاهرة من غياب النظافة هو غياب الهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة، والإغراق في الإداريات والمجاملات والالتفات عن الصالح العام، وقبل أن نخوض في تفصيلات هذا الغياب نؤكد أن مصر من الدول الرائدة في مجال القفز بالمظلات، والدليل أن هذه الهيئة أبتليت منذ عقود بأن يتولى رئاستها من يقفز بـ«البراشوت» مجاملة لجهود خاصة في مجال بعيد كل البُعد عن مجال عمل الهيئة، ودون إعلان عن حاجة لتعيين رئيس لها، فضلًا عن الالتفات عن ذوي الخبرة والكفاءة من أبناء الهيئة، وهو ما من شأنه قتل طموحهم وفقد انتمائهم .

أين حق الشهيد ياسر عصر؟

ومن أهم دلائل فشل رئيس هيئة نظافة وتجميل القاهرة الحالي والذي قفز بـ«البراشوت» على رئاستها في أول يوليو ٢٠٢٠ ، وما أدراك ما ٢٠٢٠، هو ضعف متابعته الميدانية، وانشغاله بالأعمال المكتبية، ومن ثم فقد غابت النظافة، وغاب الهدف الأسمى وهو التجميل، فمن المؤسف أن تكون «القاهرة» قبيحة، وقد كانت من قبل الأولى عالميًا في النظافة، حين كان العالم يعج بالتلوث، ولما غابت النظافة وفقدنا الجمال انعكس ذلك على سلوك المواطنين، وتفاعل بعضهم سلبيًا بالمساهمة في غياب النظافة، وكادت الأمور تصل إلى مفهوم الأمر الواقع. 

ومن حق رئيس هيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة أن ينشغل عن دوره الميداني، فهو مشغول في الاحتفالات الزائفة، تارةً بعيد ميلاده، وتارةً أخرى بالمتفوقين من أبناء المقربين له بالهيئة، تلك الشريحة التي تصفق في كل وقت دون مبالاة بالكارثة، الذين عبر عنهم الفيلم العالمي «تيتانيك» بتلك الفرقة الموسيقية التي ظلت تعزف بينما السفينة تغرق، بل إنهم لم يفكروا في الهروب بأنفسهم، تلك الفئة المُغيبة في كل جهة عمل والتي نأمل اسئتصالها من مؤسسات الدولة.

لماذا وصف المتحدث الرسمي «ترامب» بالعنصرية؟

وقبل أن نستطرد في معاناة هيئة النظافة من الداخل، نسأل رئيسها: هل كنت تحتفل بعيد ميلادك في جهة عملك السابق بمثل هذا الاحتفال، وهل كانت تحيط بك كوكبة السيدات التي أحاطت بك وترفع أصواتها بالغناء في مشهد يُجسد النفاق الحكومي في أبشع صوره؟، والفيديو خير دليل، ومن التي اقترحت الفكرة، ومن التي جمعت الأموال، ومن التي نظمت الحفل؟، ومن.. ومن.. ومن...؟

وإذا غابت الإجابة عن الأسئلة، كما غابت النظافة عن القاهرة فما سبب تعيين ١٥٠٠ موظف بنظام التعاقد، بالمخالفة لقرار السيد رئيس الجمهورية والدكتور رئيس مجلس الوزراء بعدم التعيين، وما هذا التخبط في القرارات، وإلغاء التعيينات.

هل الاحترام مقابل جنيه؟

أسمعك ايها القارئ حسن النية تقول: لعله عاد إلى الحق، فأجيب بأنه استبقى ٢٢ موظفًا لكونهم من الكفاءات النادرة، ومنهم من يحمل شهادة محو الأمية، وفي هذا الادعاء استخفاف بعقول العاملين بالهيئة الذين طلبوا معاملة أبنائهم بالمثل، فقد اشترط القانون لمثل هذا الإجراء عدة شروط لا تنطبق على اي من هولاء، فضلًا عن اشتراط موافقة رئيس الوزراء، فهل يدري رئيس الوزراء بما يدور بالهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة من مهازل؟

لقد أحدث رئيس هيئة النظافة بالعاصمة فتنة بين العاملين، وأهمل في أداء واجباته، ولدينا تقارير حديثة مصورة بهذا، وخالف أحكام القانون، وجامل زُمرة من المُقربين، وأبعد عنه المُحترمين، فماذا بقي لكي يُقال من منصبه؟، لقد أثبت أن المظلة التي هبط بها على الهيئة كانت مثقوبة، وكان الأولى أن يسقط بعيدًا عنها، ولكن شاء القدر أن يسقط فيها.. وللحديث بقية

Advertisements
الجريدة الرسمية