رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ذاكرة الأستاذ القط!

رغم أنها محافظتي التي أنتمي إليها لكن كانت المرة الأولي التي أذهب إليها بالطائرة.. لم يكن في استقبالي أحد اقربائي إنما مرافق كريم من جامعة أسيوط حيث دعوة من رئيسها وقتئذ الدكتور محمد رأفت رحمه الله.. كان سور مؤسسة تبدو أنها كبيرة لا يريد أن ينتهي طوال الطريق الطويل من المطار إلي المدينة حتي سألت مرافقي: ما هذه المؤسسة ؟


نظر الرجل وعلامات الحسرة علي وجهه وقال: هذا مصنع أسمنت أسيوط ! قلت: كل ده ؟ قال: نعم.. إنه المصنع الوحيد تقرييا الذي يضم محاجره داخله.. وبعد قليل سنمر علي قريته الرياضية ثم فندقه الخمس نجوم ! أدركت سر الحسرة علي الفور.. قد بيع المصنع برخص التراب إلي شركة أجنبية والباقي كل المصريين يعرفونه !

لكل عصر رجال
الأستاذ ممتاز القط الذي تولي رئاسة "أخبار اليوم" تمهيدا للتوريث بمبدأ "لكل عصر رجال" كان يبرر بيع ممتلكات شعبنا بينما شعبنا نفسه يتحسر مثل المرافق الكريم تماما! في الخصخصة باعوا النصر للتليفزيون وقد أسسها جمال عبد الناصر الذي يسخر منه القط أمس ويتهمه بتديير مظاهرات ما بعد التنحي في إهانة لشعبنا الذي وعي المؤامرة كلها التي إستهدفت إرادته وإستقلاله ووقف التنمية الهائلة التي كانت وقتها تماما كما يعيها الآن ونحن نبني الوطن من جديد.. قيادة وشعبا..

وباعوا تليمصر وقد أسسها ناصر.. وباعوا طنطا للزيوت والصابون وطنطا للكتان ثم دارت الدائرة فذهبت مصر العليا للغزل والنسيج بمجموعة مصانعها بكل محافظات الصعيد ووسط الدلتا للغزل والنسيج وكل مصانع دمياط بما فيها إدفينا ومصر للألبان بالاميرية وفروعها بعدة محافظات وبسكو مصر وولتكس وستيا للمنسوجات وراكتا للورق وأغلقت ايديال ونيازا للمصابيح والكابلات والخزف والصيني ودمرت النصر للسيارات وخربت الحديد والصلب وتراجعت تغطية شركات الدواء المصرية للسوق المحلي من ٨٥ ٪ في الستينيات إلي ١٥ ٪  ودمرت ترسانة الاسكندرية وسيماف قبل إنقاذ القوات المسلحة لهما وإختفت قها ومئات الشركات لكبري وشرد عمالها وموظفيها بما فيها محلات البسطاء في باتا وعمر أفندي وصيدناوى وغيرها وغيرها! باعوا مصر كلها باختصار!

كاتب النظام  فتخيلوا كاتب النظام الذي باع ودمر كل ذلك يهاجم الرجل الذي بني وشيد كل ذلك! تخيلوا الرجل الذي وضع نظامه مصر برأس انجولا وبوركينا فاسو يهاجم الرجل الذي وضع مصر رأسا برأس مع كوريا الجنوبية ويوغسلافيا والهند رغم الحروب!! تخيلوا الرجل الذي سلم نظامه البلد للإخوان يهاجم الرجل الذي رحل ومصر بدون إخوان!! تخيلوا كاتب النظام الذي أضاع أفريقيا او إستكمل ضياعها يهاجم الرجل الذي وضع أفريقيا كلها في جيب مصر الصغير!

تخيلوا كاتب النظام الذي دمر التعليم في مصر يهاجم الرجل الذي وفر التعليم لكل المصريين وبجودة قدمت لمصر زويل وهاني عازر وفاروق الباز وجابر عصفور وجمال شيحة وجمال شعبان وغيرهم وغيرهم من نوابغ الطب والهندسة.. ( مجانية التعليم لا تعني فقط إلغاء المصروفات إنما أن يصل إلي كل قرية في مصر دون أن يعاني أبنائها عذاب الإنتقال كيلومترات للتعلم).. وتخيلوا الرجل الذي أختير ليتحدث بإسم النظام الذي دمر القطاع الصحي في مصر ودشن للتجارة بالطب ليكون لمن يدفع -وقتها- في الجامعات الخاصة ولمن يدفع -حتي اليوم-  في المستشفيات الاستثمارية يهاجم الرجل الذي قرر الخدمات الصحية بكاملها لشعبه.. دون مقابل ورحل وقد ترك معهد القلب ومعهد الأورام ومعهد ناصر وعشرات مستشفيات الصدر والحميات أنقذت مصر في أزمة كورونا! 

كنا نعتقد أن يتواري رجال نظام قال القضاء إنه فاسد وقالت الآحداث إنه سلم البلد تسليم مفتاح لعصابة مجرمة.. ولو لم يكن سوي ذلك كحسابا ختاميا لكان كافيا ليختفي الاستاذ القط.. وللآبد !
Advertisements
الجريدة الرسمية