رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

دراما يونيو ترد على دراما يناير

الدراما التليفزيونية هذا العام ولدت من رحم حدثين هما الأهم في السنوات العشر الأخيرة، الأول هو أحداث يناير ٢٠١١ ومن رحمها ولدت أغلب المسلسلات، والثاني هو ثورة ٣٠ يونيو ومن رحمها ولد مسلسلان، دراما يناير سيطرت على أغلب القنوات وقد انتشرت فيها البلطجة والفتونة وسالت فيها الدماء، وروادها حققوا انتشاراً بعد أحداث يناير..


دراما البلطجة
عندما قدموا نموذجاً للبطل البلطجي الذي يقتل ويحرق ويدمر ضارباً بالقانون عرض الحائط، ثم يسوق مبررات واهية ليتعاطف معه الجمهور، هو نفس البلطجي الذي رأيناه على الطريق الدائري يفتش السيارات ويثبت المارة، وهو نفسه الذي اقتحم أقسام الشرطة وقتل الضباط والجنود، وأشعل فيها النيران بعد سرقة الأسلحة..

وهو نفسه البلطجي الذي تزعم الحارة والشارع والمنطقة، ووضع الجميع تحت حمايته بأجر، وهو البلطجي الذي اعتدى على الأكمنة، ليقتل من فيها وينكل بأجسادهم. ربما يرى البعض ظلماً في اقتران هذا اللون من الدراما بأحداث يناير، لكنه الواقع الذي لا يحتاج إلى تجميل، فقد انزوى كبار مؤلفي الدراما الذين شكلوا بمنتجهم الراقي قوة مصر الناعمة، وحل محلهم في العقد الأخير صناع دراما البلطجة التي أطاحت بقوتنا الناعمة، وسممت عقول الأجيال الجديدة.

 جرائم الداخل والخارج

دراما ٣٠ يونيو يمثلها عملان فقط، هما ( الإختيار٢ وهجمة مرتدة ) ولو توقفنا أمام أحداثهما سوف نكتشف أنها تنحصر في الرد على البلطجة والقتل وسفك دماء الأبرياء في العمليات التي أعقبت يناير ٢٠١١، الإختيار٢ قدم بعض الأحداث التي تجلت فيها البلطجة، وكان أبرزها مذبحة قسم شرطة كرداسة التي راح ضحيتها عدد كبير من الضباط والجنود، وحادث الواحات الذي راح ضحيته مجموعة من أفضل عناصر الشرطة المصرية، وحادث مسجد الروضة الذي اهتز له ضمير العالم، ففي (الإختيار٢) كان الانتقام من القتلة والبلطجية الذين أجرموا في حق الشعب، والذين وجدوا من يحاكي أفعالهم في أغلب مسلسلات هذا العام.

وإذا كان (الإختيار٢) يسرد جرائم الداخل ويرد عليها.. جاء مسلسل (هجمة مرتدة) ليسرد بعض الجرائم التي تم التحضير لها في الخارج لتنفذ في الداخل، فشكل بأحداثه ملاحم قام بها رجال المخابرات المصرية ليثبتوا أن عيون مصر الساهرة على أمنها قادرة على الرد والردع، وأن أيادي رجال الظل تمتد إلى خارج الحدود.

خلاصة القول.. دراما رمضان صنفان، الأول أفرزته أحداث يناير التي صنعت من القتل والبلطجة أبطالا.. والثاني أفرزته ثورة ٣٠ يونيو ليرد على بلطجة الصنف الأول ويبعث الطمأنينة إلى قلب المواطن، ويؤكد أن مصر آمنة وأن أجهزتها قادرة على إعادة الأمور إلى طبيعتها. نتمنى أن يعيد (الاختيار٢ وهجمة مرتدة ) الدراما المصرية إلى طبيعتها وريادتها.
besheerhassan7@gmail.com
Advertisements
الجريدة الرسمية