رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية إغلاق الصحف الورقية

ابتداء أنا لست من حيث المبدأ ضد إغلاق صحيفة ورقية، فقد شهدنا في تاريخنا إغلاقا لصحف ورقية عديدة، وشهد العالم ذلك أيضا.. وقد تقدمت منذ سنوات إلى آخر مؤتمر للصحفيين عقدته نقابة الصحفيين عندما كان الزميل يحى قلاش نقيبا بخطة لإنقاذ الصحافة الورقية كان من بين بنودها تحويل بعض الإصدارات الورقية إلى مواقع إلكترونية، ولو كان الزميل ضياء رشوان قد استجاب لفكرة عقد مؤتمر جديد للصحفيين لمناقشة مستقبل الصحافة الورقية التي عرضتها عليه قبل عامين لكنت قد كررت كلامي حول تحويل بعض الإصدارات الورقية إلى مواقع إلكترونية، ليس فقط تماشيا مع مقتضيات عصر الرقمنة، وإنما لأنني مقتنع بأنه كان لدينا في وقت ما إفراطا في إصدار مطبوعات جديدة دون دراسة للسوق خاصة في إطار التنافس بين قيادات المؤسسات القومية للصحافة على زيادة النفوذ .


ومع ذلك فأنا أرى أن قرار تحويل ثلاثة من الصحف المسائية إلى مواقع إلكترونية كان يحتاج لإعداد وتحضير مسبق كاف ومناسب لم يحدث، بإستثناء طمأنة الصحفيين على استمرارهم في الحصول على ما كانوا يتقاضونه من دخول ورواتب وحوافز.. فإن تحويل صحيفة ورقية إلى موقع إلكتروني يحتاج إلى تجهيزات فنية وتوفير أجهزة الكترونية وتدريب وإعداد الصحفيين والعاملين، والأهم من ذلك كله تحديد هدف كل موقع إلكتروني جديد ومن يخاطبهم، وهذا يعني أن يحدث تغيرا في نهج عمل هذه المواقع الإلكترونية عما كان سائدا فيها وهي مطبوعات ورقية، وهنا الأمر يحتاج إلى كثير من المهنية في إطار من الحرية .

إن هدفنا لا يجب أن يقتصر فقط على التخلص من نفقات مالية تمثل قيمة الورق والطباعة والأفلام والأحبار، وإنما يتعين أن يتسع ليشمل دعم وتقوية صحافتنا وإعلامنا لبناء الوعي المجتمعي.   
الجريدة الرسمية