رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

حكايات المحافظ

حكايات عديدة عن اللواء محمد حسن طنطاوى مدير أمن الدولة الأسبق ومحافظ سوهاج والفيوم، تكشف عن معادن الرجال، بدأها الصديق العزيز أحمد طه النقر فى عدد من الحلقات فى إحدى الصحف، ولكن هنا سأتوقف عند بعض النقاط التى تكشف بعضا من صفات التى تكشف المعدن الأصيل للمحافظ الأسبق ابن محافظة أسيوط اللواء محمد حسن طنطاوى رحمه الله..


فعندما انتقل اللواء طنطاوى من سوهاج إلى الفيوم، جمع أفراد أسرته إلى إجتماع هام، وقال لهم إن راتبه انخفض بمبلغ مائتي جنيه وهو مبلغ كبير بالنسبة لما كان يحصل عليه فى سوهاج وهو 1400 جنيه وليس لديهم مصدر آخر وعليهم أن يرتبوا حياتهم وفق هذا الراتب الجديد.. عرفت هذه الخبر من مصدر ثقة، وأردت أن أسارع فى نشره للدلالة على حرصه على المال العام، خاصة وأن هناك أبوابا كان يمكن أن تعوضه.. ووفقنى الله لسؤاله قبل النشر عن صحة المعلومة، وكانت المفاجئة، عتاب مر لأنه هو من يظهر أمام الناس، وهو يسعى لتدبير الراتب المحدود.

وفشلت كل محاولاتى لإقناعه أن هذا ليس تشهيرا بأحد بل إشادة لسلوكه. من المواقف الأخرى التى اعلمها عنه رحمه الله إنه اعتاد أن يتابع الثلاجة فى مكتبه فى أى موقع شغله ليغربلها من محتوياتها - يتخلص من محتوياتها لصالح صغار العاملين فى مكتبه- ليبلغ رسالة إلى العاملين.. إنه يرفض لن يستبيح المال العام (الحرام).

وما زال توكيل الرئيس عرفات في جيبي

كان اللواء محمد حسن طنطاوى يشتد فى مواجهة أى مسئول يقصر فى أداء عمله، وأذكر أنه عند تعيينه فى سوهاج وقت حكومة الجنزورى حيث أعد مؤتمرا للإدارة المحلية شارك فى أعماله الدكتور عثمان محمد عثمان الذى أصبح وزير للتخطيط فيما بعد- قال إن سوهاج من المحافظات المنهارة اقتصاديا وهنا قاطعه طنطاوى وطالبه بسحب كلمة منهارة، لآن محمد حسن طنطاوى لا يقبل أن توصف محافظة يتولاها بأنها منهارة. وفشلت جهود المتحدث ليوضح له أنه غير مسئول عن هذه الحالة التى شملت محافظات أخرى ولكنه لم يقتنع حتى رفعت الكلمة إرضاء للمحافظ الشريف.

وفى إحدى اجتماعات مجلس المحافظين تحدث الرجل الثانى وأطال فى الحديث وحكى انه بدأ العمل فى الإدارة المحلية من أول العمل كرئيس لإحدى القرى -وكان طنطاوى جالس بجوارى فهمس فى أذنى هل قدر لى أن أستمع إلى رئيس قرية تلك المدة وأنا كنت صاحب المشورة فى اختيارات القيادات على رأسهم رئيس الوزراء. حاولت اقناعه ان الرجل لم يعد رئيسا لقرية وإنما المسئول الثانى عن إدارة المجلس.

أما عندما استهدفت السيول المدمرة محافظات الصعيد أواخر عام 1994، جاءت المساعدات من كل انحاء البلاد لتعيين المواطنين على اجتياز المحنة، قامت معظم المحافظات بتوزيع هذه المساعدات على النواب ليقوموا بتوزيعها بطريقتهم على المواطنين من أبناء دوائرهم. ولكن محافظ واحد فى بر مصر رفض هذا الاسلوب حسب علمى وهو محمد حسن طنطاوى محافظ سوهاج حيث قام بوضع المساعدات فى مخزن داخل مبنى المحافظة وحمل مفاتيحه وتولى بنفسه توزيعها على من يستحقها، وعليك أن تتصور عزيزى القارئ كيف كان وقع القرار على قيادات المحافظة الذين طالبوا بمساواتهم بالمحافظات الاخرى، ولكن طنطاوى لم يتراجع قائلا: إن توزيع بطانية واحدة على غير مستحق سأحاسب عليه أمام الله.

معركة هذا العالم

لم يعرف اللواء حسن طنطاوى يوما النفاق وكان رأيه مستحبا من الجميع ثقة فى كفاءته والتزامه الأخلاقي، وعندما أعلن مبارك عن زيارة سوهاج أسوة بالمحافظات الأخرى التى تضررت طلب منه ألا يأتى طالما هو مسئول عن المحافظة، واستجاب الرئيس مما أغضب جماهير سوهاج، ولكنه يدل على أن هناك محافظ بعيد عن ضغط الرئاسة، دون أن يهتم بالعواقب التى فتحت عليه نيران جهنم.

على الوجه الآخر كان هناك محافظون اتخذوا من النفاق طريقا للوصول إلى قلب الرئيس. وأذكر إن الرئيس سأل يوما أحد هؤلاء خلال مؤتمر عام أقيم فى محافظته عن محافظته الأصلية فأجاب المحافظ اللى انت عاوزه يا ريس والرئيس يكرر السؤال والمحافظ المستشار يكرر الاجابة.
Advertisements
الجريدة الرسمية