رئيس التحرير
عصام كامل

حتى يأتينا اللقاح.. هل ستتلقح؟!

باهتمام، يتابع المصريون في مصر ما طرأ ويطرأ على مواطني الدول الأخرى التى لقحت أو طعمت شعوبها. يريدون أن يعرفوا إن كانوا أصابهم الشلل الرعاش أو النوبات التشنجية، أو الحرارة ارتفعت ولم تنخفض. بطبيعة الحال فإن تركيز وسائل الإعلام والمنصات الإخبارية علي أنباء من ضربتهم كورونا بعد التلقيح مرتين، ومن انقبضت رئاتهم، ومن قبضت أرواحهم، كان أكثر إقناعا للناس بالتريث، وأن صور زعماء العالم الكبار وملوكه ليست حقيقية!


بالطبع هي صور حقيقية.. وعلى الهواء، لكن الشعور بالخوف من شكة إبرة محملة بفيروس ميت أو مضعف، أو معامل هندسيا في جيناته، هو شعور انتقائي. بعض الناس يميل إلى اللقاح الصيني، فالفيروس ميت، وبعض الناس يتساءل عن خمول الاهتمام باللقاح الروسي، وبالمناسبة ألمانيا اعترفت به وترحب بدخوله..

والمعروف أن سبوتنيك 5 أوسبوتنيك v هو أول لقاح في العالم، تجاهلته أمريكا والغرب، وعادت اليوم الدول الغربية للاحتفاء به والإشادة بمأمونيته وفعاليته.. وسهولة تخزينه ونقله، فضلا عن رخص سعره.

المفارقة المضحكة أن التمنع يقوم علي غير وجود. فاللقاحات نادرة.. وقليلة وشحيحة.. وتنزل شحناته من الطائرات كما تنزل قطرات الماء من صنبور عليل.. لأن الدول الغنية تغلب النزعة القومية علي الأخوة الإنسانية.. أنا أولا ثم الطوفان لكم!

يتمنع الناس ويتبادلون الاختيارات علي بضاعة ليست متاحة، ومع تراجع أعداد الإصابات، ليس في مصر فقط، بل في أمريكا ذاتها، من ٣٠٠ ألف إلى ١٣٠ ألفا، وفي ألمانيا ستة آلاف، وتقريبا مثلها في فرنسا، فإن الخوف كل الخوف أن يفتر اهتمام الناس، ويتجردوا من الكمامات والإجراءات الاحترازية كافة.

هذا فيروس يناور ويداور ويتحور، وهو يتهيأ ليتوطن معنا.. وعلينا أن نقبل بوجوده وسطنا، مدرعين باللقاحات.. ومن الأخبار السارة حقا، وسط أخبار مخيفة عن نيباه فيروس الهند وماليزيا وبنجلاديش الذي يضرب المخ والرئتين، أن أكسفورد تجرب الآن إعطاء الشخص الواحد لقاحين مختلفين علي جرعتين، فايزر مثلا في الجرعة الأولى واسترازينكا في الجرعة الثانية، بهدف توفير إنتاجية أعلى ودراسة الاستجابة المناعية للمتطوعين.

ومن الأخبار السارة أكثر أن المتعافين يطورون مناعة تمتد لستة أشهر.. وأن الجرعة الأولى من استرازينكا توفر مناعة لثلاثة أشهر.. أي يمكن الصبر علي الجرعة الثانية.

وفيما يبدو أن الأغنياء يحتكرون الإنتاج لأنفسهم، فإن الروس قرروا إطلاق إنتاج اللقاح الروسي في العالم، وبدأت بالفعل اتصالات بين موسكو ودول العالم المتوسطة والفقيرة، لبناء وإنتاج الكميات المطلوبة، وتوفير التكنولوجيا اللازمة.

تتوالى اللقاحات حقا، لكنها خلف أسوار الدول المنتجة، وفي الوقت ذاته، تجاهد حكومات أفريقيا وأسيا وأمريكا الجنوبية لتوفير شحنات من تحت الترابيزة، أو بتعاقدات آجلة رغم مشاهد الدفن اليومية المؤلمة للمئات.
حتى يأتينا اللقاح.. هل ستتلقح ؟

الإجابة: حين يأتى.. سنرى.. قائمة الأعراض الجانبية للقاحات.. لا تقرأها.. تلقح وتوكل علي الله... ففى الأحوال كلها تذكر.. أنك لمتوكل!
الجريدة الرسمية