رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ثورة البراق.. بداية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

البراق معروف في الإرث الإسلامي بأنه هو جزء من الحائط الغربي للحرم القدسي الشريف، وقد إدعى اليهود ملكيته مما سبب التوتر الذي نجمت عنه اضطرابات عنيفة، في عام 1929 بين العرب واليهود في القدس، وفي أنحاء عديدة من فلسطين وهو ما عرف بـ "ثورة البراق" والحقيقة الثابتة في وجدان العرب والمسلمين أن أصل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي صراع ديني، حيث أن اليهود يزعمون أن سيدنا سليمان بنى هيكل للعبادة اليهودية في مكان المسجد الأقصى، وعليه فأتباع اليهودية يزعمون أن الحائط الغربي للحرم القدسي الشريف هو آخر ما تبقى من هيكل سليمان المزعوم، والذي يعمل اليهود على اعادته، والحقيقة الثابتة أيضا أن ما يسمونه اليهود بـ"حائط المبكى" هو المكان الذي ركن إليه النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) البراق المجنح الذي حمله من مرقده في رحلة الإسراء والمعراج إلى السماء مروراً ببيت المقدس، لذا أطلق عليه المسلمون (حائط البراق).


وظل الحائط لأكثر من ألف عام  جزءاً من الحرم القدسي الشريف، وقفاً إسلامياً خالصاً، إلا أن اليهود وبعد محاولات متكررة، استطاعوا أن ينتزعوا من السلطة العثمانية آنذاك فَرَماناً يبيح لهم الصلاة عنده وإقامة شعائرهم أمامه!!! شريطة عدم الإخلال بالوضع القائم واستفزاز مشاعر غيرهم من الطوائف التي تسكن المكان. ولكن اليهود كعادتهم لم يلتزموا بالعهود، وقد حافظت سلطات الإنتداب البريطاني، التي ورثت إدارة فلسطين بعد الثورة العربية الكبرى والحرب العالمية الأولى على الحالة القائمة في الأماكن المقدسة استناداً إلى المادة (12) من صك الإنتداب، إلا أن اليهود أخذوا منذ انحسار السلطة العثمانية في فلسطين يقومون بمحاولات ترمي إلى تغيير الوضع القائم للأماكن المقدسة وكان مسعاهم في ذلك يهدف إلى تحقيق سيطرتهم على الحرم القدسي الشريف.

إقامة الهيكل المزعوم
واستمرت المناوشات حتى تمكن اليهود من خلال حرب العصابات وبمساعدة قوية من الإنجليز، من السيطرة وتكوين دولة لهم على مناطق عديدة من فلسطين، وكان شغلهم الشاغل كيف يتحكمون على المسجد الأقصى والقدس، وهم في ذلك يزعمون أنهم يطبقون تعليمات التوراة، ولم يتخلوا في تأسيس دولتهم أن تكون على أساس ديني، وظل ثابت في وجدانهم كيف يقومون بإعادة الهيكل المزعوم؟ وعلى الرغم أن التاريخ وحتى الحفريات تكذب قصة هيكلهم، إلا أنهم سخروا إمكانيات دولتهم ووقوف أمريكا والغرب معهم من أجل تحقيق مزاعمهم في إقامة الهيكل المزعوم، وقد جاءت الأحداث الأخيرة بسبب مناوشات بين الفلسطينيين والمستوطنيين اليهود حول المسجد الأقصى، وتم الصدام والإعتقالات في صفوف المقدسيين وتوالت الاقتحامات لباحات المسجد الأقصى من قبل جنود الإحتلال..

مما حدا بالفصائل الفلسطينية في غزة أن توجه صواريخها إلى داخل الكيان الإسرائيلي، ومعها بدأت الإنتفاضة الشعبية في القدس والأراضي المحتلة أو ما يسمى داخل الزمام والأخضر، وهذه المناطق ظن الجميع أنها رضيت بالأمر الواقع والرضى بالاحتلال، ولكن تأكد للقاصي والداني من العالم كله أن قضية فلسطين ما زالت حية في وجدان كل فلسطيني وفي وجدان كل عربي ومسلم، وأذابت الأحداث الأخيرة الفواصل التي وضعها الإحتلال لتقسيم الأرض الفلسطينية، كما نجحت صواريخ الفصائل الفلسطينية  في إعادة القضية الفلسطينية إلى واجهة إهتمام العالم، ورأينا كيف أن أمريكا وأوروبا والدول الكبرى عادوا إلى التحرك في إتجاه حل الدولتين الذي تغاضى عنه العالم من أجل ترضية دولة الإحتلال، بل إن إدارة ترامب اعترفت رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل تحت مسمى صفقة القرن وما تبعه من تطبيع بعض الدول العربية، كل ذلك عصفت به رياح صواريخ الفصائل الفلسطينية وانتفاضة الشعب الفلسطيني بأثره، وأعادت القضية إلى بورة الاهتمام العالمي من جديد.
Advertisements
الجريدة الرسمية