رئيس التحرير
عصام كامل

ترامب والسد الإثيوبى!

لن أشارك فى الجدل الذى أثاره كلام الرئيس الأمريكى ترامب حول السد الاثيوبى خلال مكالمة مع رئيس الوزراء السودانى حمدوك.. حيث رحب البعض بهذا الكلام وإعتبره دعما للموقف المصرى من السد الإثيوبى وضغطا على إثيوبيا للتوصل إلى اتفاق مع مصر والسودان حول تشغيله، بينما تشكك البعض الآخر فى نوايا ترامب بهذا الكلام، وتحديدا كلامه عن تحذير مصري بتفجير السد إذا لم يتم التوصل لإتفاق مع إثيوبيا يصون الحقوق المصرية فى مياه النيل..


فرغم إن ترامب قال إنه لا يمكن لوم مصر فى ذلك إلا إن هؤلاء خشوا أن يكون كلامه هذا يرمى إلى إثارة مخاوف السودان التى ستكون أول المتضررين من هدم السد الإثيوبى الذى يقع بالقرب من حدودها .

ترامب وبايدن والمناظرة!
فهذا الجدل سوف تحسمه الأيام المقبلة، وسوف تتكشف حقيقة دوافع ترامب بهذا الكلام حول السد الإثيوبى فى مناسبة الاتفاق مع السودان لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل بما سوف تتخذه واشنطن من موقف تجاه هذا السد إذا فاز ترامب فى الانتخابات، أما إذا فاز بايدن فإنه لن يتوان عن كشف الكثير من أسرار ترامب.

غير أن الذى يستحق فى تقديرى أن نتوقف أمامه قليلا فى كلام ترامب حول السد الاثيوبى إنه تضمن طلبا من رئيس الوزراء السودانى حمدوك أن يلعب السودان دورا فى التوصل لإتفاق مع إثيوببا فى هذا الموضوع!..

ترامب أم بايدن.. أيهما أفضل لنا؟!
لقد اعترف ترامب أن بلاده، وهى الدولة العظمى فى العالم أخفقت فى ذلك بعد أن انسحبت إثيوبيا ورفضت توقيع اتفاق بعد مفاوضات مصرية سودانية إثيوبية حول تشغيل وملء السد، ولذلك جمدت مساعدات مالية أمريكية لإثيوبيا، فكيف يراهن ترامب على دور للسودان للتوصل إلى اتفاق مع إثيوبيا يحفظ حقوقنا فى مياه النيل، رغم أن السودان لا يملك قدرات أمريكا؟.. ماذا يعنى ذلك؟!.. هل يعنى ذلك إن الرئيس الأمريكى أراد القول إنه فعل كل ما فى وسعه فى هذا الأمر ولذلك طلب من السودان أن تفعل شيئا بصدده؟!

هذا هو ما يستحق بالفعل التوقف أمامه بحثا عن تفسير له بعيدا عن الترحيب أو التشكيك فى كلام ترامب حول السد الاثيوبى، خاصة وإنه نسب إلى مصر ما لم تعلنه طوال السنوات الماضية وهى تواجه أزمة هذا السد.  
الجريدة الرسمية