رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بـ"أخلاق النبي" انتصر شيخ الأزهر على المسيئين

كيف لا نغضب لرسول الله وما أُرسل إلا رحمة للعالمين؟، لم يؤذِ أحدًا ولم يرد الإساءة لأحدٍ طيلة حياته، وكان من هديه (ﷺ) الصبر على أذى المشركين والتلطف بالمدعو ولو كان كافرًا.


ومن أنعُم الله علينا أن يخرج اليوم من مشكاة هدي نبينا الكريم، من ينتصر له بأخلاقه (ﷺ)، رادًا على الإساءة لنبي الرحمة بحوارٍ حضاريٍ، مخاطبًا به العقل والضمير والنفس السوية، صاحب العمامة الأزهرية من حمل الورود في ساحة "باتاكلان" رافضًا لأي إرهاب.

مجلس حكماء المسلمين يقرر رفع دعوى قضائية ضد "تشارلي إيبدو"

"انتفض" فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر لنصرة رسول الله (ﷺ)، بغضبةٍ منضبًطٍة، متشبسًا بأخلاق نبينا، معلنًا احتجاجه السلمي، وإطلاق "منصة عالمية" للتعريف بالدين الإسلامي و بأخلاق رسول الإنسانية، مخاطبًا بها "غير المسلمين" في المقام الأول، حتى يعلم المستهزئين جيدًا من هو نبي الإسلام، وأعتقد أن هذه الخطوة "المبررة" هي ما أربكت حسابات "ماكرون"، وكل من تبني تلك الرسوم أو قام بدعمها بحجة حرية التعبير، فهم لم يقصدوا أبدًا فتح باب التعارف على الإسلام وعلى نبيه الكريم في بلادهم؛ ولكن فتنة يُشعلها التعصب.

ورغم أهمية المقاطعة، إلا أن شيخ الأزهر نظر لأبعد مما نظرنا إليه، ليؤكد ان نبي الرحمة "أرقى" من أن تمارس من أجله الضغوط حتى يكف عنه المستهزئين، خمسةَ عشرَ عامًا والإساءات لم تنتهي ولم تضع لها المقاطعة حدًا رغم تأثيرها، بل ازدادت تلك الرسوم شراسة عامًا بعد عام.

نعم.. نظر شيخ الأزهر إلى ما لم ننظر إليه، فرد على المتطاولين بالحكمة والموعظة الحسنة، وعلى الخبيث بالطيب، وعلى التصعيد بالحلم، وعلى السيئة بالحسنة، رافضًا المساس بكل الشرائع السماوية وكل الأنبياء والرسل، قاطعًا الطريق أيضًا على جماعات الضلال في استغلال أزمة الرسوم المسيئة.

رئيس الكنيسة الأسقفية: أؤيد قرار شيخ الأزهر بمقاضاة "شارلي إيبدو"

خاطب شيخ الأزهر خلال استقباله وزير خارجية فرنسا عقلاء وحكماء الغرب برسائل جعلت المسيئين في قفص الاتهام، بل جعلت منهم أُضحوكة، مدركًا أن الرد على الإساءات بنفس المستوى المتدني هو "فخ" للمسلمين يهدف إلى إظهارهم بصورةٍ سلبية، وكأن المسيئين لرسول الله يقولون للعالم: "انظروا إلى المسلمين، هذه هي ردود أفعالهم وتصرفاتهم تجاه حرية التعبير، (الحرق والقتل والتخريب).

سلامٌ على من أيقن أن عظمة هذا الدين تكمن في سماحته، ومن آمن أن عظمة هذا النبي الكريم تكمن في أخلاقه الفاضلة، وأن القيم النبيلة تحافظ على بقاء الأخوّة الإنسانية بين البشر.
Advertisements
الجريدة الرسمية