رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

برونزية العالم.. حائرة بين كرة اليد وكرة القدم!

فى عام 1991 عندما حقق شباب اليد المصرية بطولة العالم فى البطولة التى نظمتها مصر، بعد هذه البطولة ظهر على الساحة العالمية كرة اليد المصرية، وأصبحت من القوى السبع عالميا وأولمبيا، وفى عام 1999 نظمت بطولة العالم للكبار فى مظاهرة رياضية لم تتكرر، وضربنا رقما قياسيا فى عدد الجماهير التى تتابع بطولات العالم لكرة اليد، وفى بطولة فرنسا 2001 كنا من الأربعة الأوائل، ولولا مجاملة التحكيم لفرنسا الدولة المنظمة لكان لمصر اللعب على المركز الاول، وكانت مصر أول دولة من خارج أوروبا تخترق المربع الذهبى، وفى العام الماضى توجت مصر ببطولة العالم للناشئين ولأول مرة تحقق دولة غير أوروبية هذا اللقب، كما حصلت على برونزية العالم للشباب، ولهذا ليس غريبا أن نجد منتخبنا لكرة اليد يلعب وينافس الكبار فى بطولة العالم الأخيرة، ولو هناك توفيق لكانت مصر ضمن أقوى ثلاث فرق فى البطولة.


إذن ما الفرق بين كرة القدم وكرة اليد؟ عالميا لا أحد يعرف عن كرة القدم سوى محمد صلاح، أما كرة اليد المصرية فهى من الكبار والتى يعمل لها ألف حساب منذ ثلاثين عاما، وأصبح نجومها فى الفرق العالمية والعالم يعرف حسين زكى والنقيب والروبى وكريم هنداوى وجوهر وبلال وعبدالوارث ومروان وكثيريين من نجوم اللعبة، لماذا؟

4 فبراير 1942.. يوم عار لمصر في عهد الاحتلال!

لأن كرة اليد المصرية هى اللعبة الوحيدة فى مصر التى يسيطر على الإتحاد وعلى كل تفاصيلها أبناء اللعبة، وجميعهم استفادوا ممن سبقوهم، وجميعهم مثقف رياضيا ومتابع المستويات العالمية، والجميع حريص على نجاح اللعبة وتقدمها وهناك تقييم دائما، وتتعاقب الاجيال من لاعبين ومدربين بشكل سلسل، وهناك لجان لتقيم جميع البطولات العالمية، وتحاول الاستفادة منها، لهذا أصبحت كرة اليد عالمية بمعنى الكلمة.

وبعودة للتاريخ أيضا فى عام 2001 أيضا حقق منتخب الشباب لكرة القدم أول ميدالية وكانت برونزية فى بطولة العالم، ويومها استضافنى الإعلامى المتميز محمد عبدالعزيز على الهواء بشبكة صوت العرب وبإختصار قلت: ما حدث إنجاز وليس إعجازا مثلما يروج البعض، لانه لو إعجاز يصبح هذا أقصى طموحنا، واقترحت أمرين، الأول دراسة المباريات التى شارك فيها منتخب الشباب وعدم اعتبار الميدالية هى الأهم، الأمر الثانى هو تعيين مدير فنى صاحب خبرة وليكن طه اسماعيل ومعه أيضا نفس طاقم شوقى غريب وذلك لان الشباب سيكون فى مرحلة أكبر سنا وشوقى ليس لديه خبرة التعامل معهم.

طبعا فى ظل الاحتفالات شارك شوقى غريب فى التصفيات الاوليمبية بنفس اللاعبين، ولكن للأسف ساهم هو شخصيا فى إنتقال ستة منهم الى الأهلى، ومثلما كان كان صاحب أفضل إنجاز فى هذا الفريق اصبح صاحب أسوأ نتائج فى التصفيات الاوليمبية بخسارته جميع المباريات التى خاضها فى مصر وخارجها!

ثم هل سمع أحدكم عن نادى أوكلاند سيتى؟ إنه أكثر فرق كرة القدم وصولا إلى بطولة العالم لكرة القدم، وهو فريق نيوزلاندى، ولا أعتقد أن نيوزلاندا لها تاريخ ولا أى بصمة فى عالم كرة القدم، كان يجمع بين أكثر الفرق اشتراكا فى البطولة بتسعة مشاركات وإعتذر عن العاشرة لظروف الكورونا، وكان صاحب الرقم القياسى لعدد المباريات التى شارك فيها قبل مباراة الأهلى مع بطل البرازيل، شارك فى بطولة العالم للاندية ما يقرب من 70 فريقا..

مصر وحرب اليمن.. وأعداء ثورة يوليو!

المعروفون عالميا خمسة أندية ريال مدريد وبرشلونة وليفربول وتشلسى وبايرن ميونخ، وأبرز النتائج لغير هذه الفرق حصول مازيبى والرجاء المغربى على المركز الثانى، وهى فى الأصل بطولة شرفية الهدف من ورائها كسب المال.

السؤال: هل معنى هذا إنها بطولة قليلة القيمة ويجب ألا نهتم بها؟ بالعكس هى بطولة مهمة جدا وتحقيق نتائج طيبة يضاف إلى رصيد أفريقيا، ولكن هل نحن نتعلم وندرس ونستفيد من البطولة؟ بعد التأهل لكأس العالم فى عام 1990 وحققنا نتائج رائعة تم الهجوم المنظم على الجوهرى ومحاربته، بعد برونزية الشباب لم نستفد بل تم تدمير الفريق، حتى بعد الصعود لنهائيات 2018 بقيادة المحترفين محمد صلاح والننى وتريزجيه وعمرو وردة وكوكا وحجازى وعبدالشافى ومن ينكر تأثير المحترفين جاهل، ثم اهملنا الاستعداد للنهائيات..

جميع البطولات تشهد بأن سيطرة الفسدة وكل من هب ودب له علاقة بالاتحاد الذى لا يفكر فى تطوير الكرة، ولكنه يفكر فى كيف الاستفادة حتى ولو على حساب اسم مصر، لابد أن نعترف إنه لا يوجد لدينا كرة قدم وأن الدورى مسجل فى الشهر العقارى بإسم نادى الدولة، وطالما هذا يحكم منظومة الكرة فلا أمل فى إصلاح فساد تباركه الدولة.
Advertisements
الجريدة الرسمية