رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الوقت المناسب

لا يحق لأحد من خارج السودان أن يتدخل في اتخاذ قرار يخص شعبه، خاصة عندما يتعلق بأمنه القومي، وعندما يعلن السودان أنه سيقاطع الاجتماعات التي تعقد منذ سنوات بين الدول الثلاث، مصر والسودان وإثيوبيا التي لم تؤد إلى نتيجة إيجابية فهذا حقه المشروع تماما.


والحق يقال إن السودان أعلن هذا الموقف منذ فترة طويلة، ووصف المفاوضات بأنها وصلت إلى طريق مسدود، وأعلنها صريحة قائلا: لن نفاوض إلى ما لا نهاية، وإنها الدولة الوحيدة التي ستتأثر بسد النهضة، وقال وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس في مؤتمر صحفي الخميس الماضي: إنه يتمسك برعاية الاتحاد الأفريقي ودوره في التوصل إلى اتفاق ملزم ومرض لكل الأطراف، إعمالا لمبدأ الحلول الأفريقية للمشكلات الأفريقية، وأضاف الوزير السوداني حسب صحيفة الشرق الأوسط، إن مصر وإثيوبيا تصران على مواصلة التفاوض وهناك مثل شعبي يقول: إن الأساليب المجربة التي وصلت إلى طريق مسدود لا تجرب.

بايدن لم يخدعنا

الموقف المصري تم تبريره على أنه يساعد المعارضين في إثيوبيا فضلا عن توجيه الاتهام لمصر بأنها تشمت وربما تحرك الأحداث الملتهبة هناك، ولذلك فإن الوقت غير مناسب لوقف المشاركة في المفاوضات، فلابد أن يعرف الأشقاء في السودان أن مصر ستضار أيضا من بناء السد الإثيوبي ولكن ربما تكون السودان الأكثر ضررا، ولو أن مصر والسودان أعلنتا وقف التفاوض منذ فترة طويلة حيث كان معظم المصريين والسودانيين متحمسين لوقف التفاوض وغاضبين من المراوغة الإثيوبية أثناء المفاوضات الأولية.

وأن المراوغة والمماطلة كان هدفها مد أجل المفاوضات حتى يكتمل بناء السد، ويتم وضع الجميع أمام الأمر الواقع، وقد تكون الحجة التي قدمت في ذلك الوقت أن البديل الوحيد للمفاوضات هو الحرب وبما تؤديه إلى قتل الملايين.. وفى النهاية يجب أن يعلم الجميع أنه لا أحد يرغب في الحرب، ولكن لابد من الاستعانة مبكرا بالهيئات الدولية المعنية، للمساهمة في إصدار قرارات ملزمة لصالح الدول الثلاثة ووقف التعنت الإثيوبي.
Advertisements
الجريدة الرسمية