رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

النظام العالمي يفرض وجوده في الشرق من تركيا


"إذا كانت المشكلة غير قابلة للحل.. فضخمها".. دوايت أيزنهاور... 

إن هذه الطريقة هي أخطر طرق إدارة الأزمات.. نعم هذا هو ما فعلته أجهزة المخابرات الأمريكية في تركيا فلقد أصبح أردوغان مؤخرا مستبدا ضد شعبه وأصبح الرأي العام ضده هذا إلى جانب احتياجه للجيش في الفترة المقبلة في عمليات مهمة مما سيعطي للجيش مساحة وأدوات لفرض سياسته ولو بالانقلاب. وعلي الجانب الآخر شعر أردوغان بقوته أمام حليفته الولايات المتحدة المتواجدة بقاعدة عسكرية عملاقة على الأراضي التركية.


غضب داخل صفوف الجيش التركي قد يؤدي للانقلاب في لحظة غير معلومة، لذا فقد مهدت المخابرات الأمريكية الطريق بدفع مجموعة من الضباط نحو انقلاب ضعيف في توقيت محسوب يتم السيطرة عليه ويتم إعادة أردوغان إلى كرسيه بمعونة أمريكية من خلال القاعدة العسكرية الأمريكية لإتمام المخططات الأمريكية في الشرق الأوسط.

لقد تولي أردوغان سابقا مهمة دعم داعش ثم تقسيم سوريا بدعم المعارضة وهو يمتلك القدرة على قيادة تحالف سني في المنطقة ضد إيران حسب المخطط الأمريكي وفي المقابل حظي سابقا على دعم اقتصادي غربي مهول لتكون تركيا هي البوابة الاقتصادية للشرق الأوسط وقد سبق وأن تحدثنا عنه منذ شهر في مقال سابق كما تحدثنا في ذات المقال عن كيفية إقناع الولايات المتحدة للجيش التركي بقبول تعديلات الدستور من أجل ضم تركيا للاتحاد الأوروبي وكانت خدعة من أجل تدعيم حكم أردوغان هذا ولا ننسي أن أردوغان يمثل حماية وتوازن لوجود إسرائيل بالمنطقة.

لم يكن من المقبول أن يتم إزاحة أردوغان قبل إنهاء الملفات السابقة لتشكيل الشرق الأوسط وكان من المستحيل أن تتحول تركيا تحت ضغوط الأقليات والملل إلى حلبة صراع مثل سوريا، لأن الحرب الأهلية في تركيا تعني داعش على حدود أوروبا.

إن أهم نتائج التجربة أن الولايات المتحدة أثبتت قدرتها على إدارة العمليات القذرة على عكس حلف الناتو الذي أثبت بطئا في إثبات وجوده خلال الانقلاب رغم أن تركيا عضوا به وكان من الممكن أن يطلب أردوغان تدخلهم، ولكنه لجأ للاعب الأكثر حرفية والممثل للنظام العالمي في الملعب الدولي.

فرنسا وألمانيا وأمريكا وروسيا والسعودية أيدوا أردوغان في ذات المعركة ضد الانقلاب بتصريحات رسمية على غير المتوقع لدى كثيرين، وإني أري أن هذا الانقلاب سيزيد من قوة أردوغان وسيحاول تدعيم حكمه بمصالحة بعض الأطراف ومحاربة الأخري تحت وصاية النظام العالمي وَمِمَّا هو لافت للنظر أنه رفع شعار رابعة مرة أخرى رغم أنه تراجع خلال الشهر الماضي عن دعم الإخوان المطلق.

عموما، إن الأحداث المتتالية في الشرق الأوسط تؤكد على أننا مازلنا محور اهتمام النظام العالمي ويبذل ما في وسعه لتحقيق أهدافه.
Advertisements
الجريدة الرسمية