رئيس التحرير
عصام كامل

المومياء التي تحدثت وقرأت عنها أوروبا!

في عام ١٩٨١ استقبل الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران مومياء رمسيس الثاني.. ميتران عاشق لمصر وحضارتها وكانت إجازته السنوية في أسوان.. وفرنسا منذ الحملة الفرنسية لدى علمائها ولع بكل ما هو مصري.. أطلق لملك مصر إحدى وعشرين طلقة واعتبرت فرنسا نفسها تستقبل أحد الحكام الفعليين وكان فعلا استقبالا رسميا مهيبا!


كان أحد أهم أسباب سفر المومياء فحصها علميا وبحث أسباب تآكل بعض أجزاء منها وتدهور حالتها العامة.. هناك.. أسندوا مهمة فحص الجثمان لأحد أشهر أطباء فرنسا موريس بوكاي.. الذي -وبعيدا عن الاختلاف الذي جري عن كون المومياء لفرعون الخروج أم لا لكن هذا ما جرى- فحص المومياء واكتشف وجود ملح بداخلها وهو ذاته ملح البحر الأحمر!

أحد مساعديه أبلغه أن القرآن وحده  ذكر ذلك في قوله " فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ" أي أن النجاة ستكون للبدن فقط دون الروح.. وقد كان.. وإنه سيكون آية لمن خلفه.. ومن خلفه يجوز أن تنطبق علي أهل ذلك العصر.. ويجوز أن تنطبق على أهل العصر الحالي.. وقد كان أيضا حتى إننا نتحدث عن القصة حتى اللحظة !!

نقل 22 مومياء
بعدها كتب موريس بوكاي كتابه الشهير "التوراة والانجيل والقرآن والعلم" وحقق الكتاب في أوروبا مبيعات مدهشة قدم بوكاي خدمة جليلة للتاريخ المصري القديم وللآثار وللحضارة الفرعونية كلها!

اليوم نحن أمام ٢٢ مومياء مرة واحدة وليست مومياء أو اثنتين أو ثلاثة.. ستنتقل في موكب مهيب من مكان إلى آخر. وبشكل يليق بملوك مصر القديمة.. واستقبالا رسميا وموكب نظمته الدولة بعناية شديدة.. العالم سيتابع ويشاهد الحدث التاريخي الكبير من خلال عشرات القنوات ووكالات الأنباء وشخصيات مهمة في مصر على رأسهم رئيسة اليونسكو!

مصر تخطط لما بعد كورونا.. والفكرة جيدة.. وستثمر بإذن الله نتائج رائعة.. يتبقى الدعاء أن تتم الاحتفالية علي خير.. وعلى أفضل ما يكون!
الجريدة الرسمية