رئيس التحرير
عصام كامل

المسئولون أنواع!

هناك مسئول يقع أسيرا للواقع، وفى المقابل هناك مسئول منفصل تماما عن الواقع، وكلاهما لا يستطيع أن يحقق نجاحا في عمله.. فالمسئول الذي يقع أسيرا للواقع يستسلم له ولا يستطيع أن يغيره للأفضل، وبالتالي تظل المشكلات في نطاق عمله ومسؤوليته قائمة لا تجد حلا لها وتظل الأزمات موجودة، فهو لا يجهد نفسه لإيجاد حل لها، وإنما يكتفي بإدارة الأزمات التي يواجهها فقط، أما المسئول الثانى المنفصل عن الواقع فكل ما يقوم به يذهب هباء، وكأنه مثل من يحرث البحر، فلا عائد ولا نتيجة لما يقوم به، يقبل أن المشكلات تتفاقم والأزمات تتزايد حدة.


والمسئول المنفصل عن الواقع أكثر ضررا من المسئول أسير هذا الواقع، لأنه يبدد الجهد والوقت والمال دون أن يظفر المجتمع بحل مشاكله أو التخلص من أزماته.. فمن يريد تغيير واقع ما في أي مجتمع عليه أولا أن يعرفه ويلم بتفاصيل أحواله وهمومه وشجونه حتى يستطيع أن يتعامل معه، ويقدم ما يجدي ويفيد من الحلول لمشاكله، خاصة تلك المشكلات المزمنة والحادة، وأيضًا ليضمن تفهم الناس للحلول والعلاجات التي يقدمها ويقترحها لهذه المشكلات، حتى يظفر بمساندتهم ودعمهم الذي لا غنى له عنه لينجح في مهمته.

الحرب ليست البديل الوحيد للمفاوضات!

ولعل واحدة من مشاكلنا هي هذه النوعية من المسئولين المنفصلين عن الواقع في عدد من القطاعات المهمة التي تحتاج بشدة إلى إلمام من قبل مسئوليها بواقع القطاعات التي يتولون إدارتها.. إنهم يجيدون التحدث عن أعمالهم ونجاحاتهم، بينما في الواقع المشكلات في تلك القطاعات تزداد حدة أكثر من ذى قبل والأصوات ترتفع بالشكوى من ذلك، وإذا أردتم أن تعرفوا هؤلاء المسئولين المنفصلين عن الواقع أنصتوا جيدا للأصوات التي ترتفع بالشكوى يوما بعد يوم في بعض القطاعات سواء الخدمية أو الإنتاجية، وهى شكاوى حقيقية ولا تستهدف هؤلاء المسئولين كما يرددون، لأنهم يغيرون الواقع!
الجريدة الرسمية