رئيس التحرير
عصام كامل

الصيام يعزز المناعة والإيمان

يعود الصيام بفوائد جمة على الصحة عامة بخلاف أنه طاعة وعبادة وإيمان، فهو ينمي القدرة على التحكم في الذات ووضعها تحت السيطرة. كما يعزز الصوم مناعة الجهاز الهضمي، لأنه يرتبط ارتباطا وثيقا به، فخلال ساعات الصوم يحظى الجهاز الهضمي بالراحة ويستعيد خصائصه الطبيعية، وإفراز العصارات بمعدلات ثابتة وإنتاج الطاقة بشكل تدريجي.


ينصرف الجسم خلال الصيام إلى التنظيف والتطهير، فيتخلص من السموم ويحرق الدهون كاملة، ما يسهم في في تنظيم عمل الكبد والكلى وبقية أعضاء الجسم بفاعلية أكثر، مما يسرع من شفاء بعض الأمراض كالالتهابات عموما والحساسية وآلام المفاصل والصدفية، وخفض معدل السكر في الدم وبالتالي إراحة البنكرياس وتجديد الطاقة.

الصيام والسمنة
يساعد الصيام كذلك على تكسير الدهون الصعبة بين الكليتين والعضلات، ويعتبر من العلاجات الطبيعية التي تقلل فرص الإصابة بتصلب الشرايين وتخفض معدل التمثيل الغذائي وإفراز الهرمونات ما يساعد على خفض ضغط الدم، ومع انخفاض الضغط تقل بالتبعية العوارض المصاحبة ومنها الصداع والدوخة.

أثبتت الدراسات أن الصيام يكافح السمنة، التي تلحق بالجسم أضرارا بالغة، لأن الدهون الناجمة عنها تضعف عضلة القلب وتعيق التحرك الحيوي والطبيعي، لكن الامتناع عن تناول الطعام يحفز قدرة الجسم على خسارة الوزن الزائد، الذي ينتج من فراغ الجهاز الهضمي، وعادة يخسر البدينون وزن أكثر من النحيفين، كما يفقد الانفعاليين من الوزن أكثر مما يفقد الهادئين، ويؤكد أهل الاختصاص ان بمقدور الجسم أن يتحمل فقد نحو 40 في المئة وزنه دون أن يؤثر ذلك على الصحة أو يتعرض الإنسان للخطر..

ومثلما يعطي الطعام القوة للجسم، فإن الامتناع عنه خلال الصيام يمنحه قوة ويعود عليه بالصحة والفائدة دون تناقض بين الحالتين، لأنه يعمل على منع تخزين الدهون ويعزز العادات الغذائية الصحية، كونه مخفضا جيدا للشهية، ويزيد رغبة تناول الأطعمة الصحية المفيدة خصوصا الماء والفواكه، ومعها يستفيد الجسم من الفيتامينات والمعادن التي تقوي جهاز المناعة، وهو أكثر ما يحتاجه الإنسان حاليا لمواجهة تفشي الفيروسات والأمراض المعدية التي تجتاح العالم.

فوائد الصيام للجسم 
يفيد الصيام في مواجهة الإدمان بمفهومه الواسع، حيث أكدت الدراسات أنه يساعد في التغلب على الكافيين والنيكوتين المعتاد عليهما الإنسان في القهوة والسجائر، ويقلل من اعتياد الإنسان على استهلاكهما. كما ثبت بالتجربة ان الكدمات والجروح والعظام تلتئم أسرع أثناء الصوم مع تجدد الأنسجة، ووجد أن الصيام يعالج الخمول بالتوازن بين افرازات الغدد الصماء وإتاحة الفرصة لأنسجة الجسم كي تعمل دون ضغط، ويسهم في علاج البول السكري، فضلا عن تخفيف ترسب الكوليسترول نتيجة إراحة القلب وبالتالي تقل فرص حدوث الجلطات.

يحرص كثير من المرضى على الصوم، لأنه يعزز فرص الشفاء في حالات وأمراض عدة، لأن الصوم لساعات عدة ينقي الدم ويطهره ويعيد بناء الأنسجة التي انهكها المرض، خصوصا ان الامتناع عن الطعام والشراب لساعات محسوبة يعوضها الجسم من المخزون الغذائي الذي يحتفظ به من الاستهلاك اليومي للطعام والشراب، وقد وجد كثير ممن جربوا العلاج بالصوم أنه يقوي الجسم ويعزز الشفاء من المرض بإعادة بناء الخلايا المنهكة.

في حال شعر الصائم بالوهن، فهو شعور مؤقت سرعان ما يزول مع اعتياد الجسم على الصيام، إذ وجد الأطباء أن القوة العضلية لا تتأثر بالصيام وتبقى كما هي، وفي بعض حالات المرضى زادت قواهم العضلية مع الصوم وشعروا بمزيد من الحيوية والنشاط نتيجة تنقية الدم وتجدد الخلايا، من هنا يؤكد الأطباء أن المريض خلال تجربته الصوم الطبي، يستطيع السيطرة بسهولة على مدخراته الغذائية، بحيث يتناول قسما منها ويترك القسم الآخر، محافظا بذلك على التوازن الكيميائي دون أن يشعر أنه بحاجة ماسة إلى الطعام، وفي الوقت نفسه تبقى أعضاء الجسم سليمة لا تشكو من علة، وبهذا الصوم المحدد المدة يؤدي الإنسان العبادة والواجب الديني، ويضمن الفوائد الأخرى من راحة الجسم وتطهيره.
الجريدة الرسمية