رئيس التحرير
عصام كامل

الشباب يا حكومة الببلاوى


ماذا يحدث فى مصر؟ ولماذا قامت بها ثورات وتظاهرات خلعت رئيسين وغيرت حكومات فى أقل من ثلاثة أعوام؟ ألم يكن ذلك بدافع قضايا العدالة الاجتماعية وإعلان رايات العصيان ضد كل محاولات اختطاف الدولة المصرية وسرقة مواردها وتهميش أبنائها، فنظام مبارك كان يريد اختطاف مصر لصالح مجموعة من رجال الأعمال ونظام مرسي كان يحاول اختطاف مصر لجماعة الإخوان المسلمين، وكلاهما كان يمارس سياسة إفقار الشعب لصالح نظامه وجماعته.


ولكن قام الشباب وكافح وقاوم وسجن وقتل وأصيب فى موجات ثورية متوالية من أجل إنقاذ الدولة المصرية والشعب من أنظمة لا تعمل لحساب المصريين، ونجحت الثورة فى تغيير أنظمة وحكومات ولكن أين هم الشباب الآن من المشهد السياسي ولماذا تعمد إقصاءهم وتهميشهم بشكل يجعلنا نتساءل هل يخشون فكر الشباب وحماسهم أم أنهم يريدون أن تظل دولة البيروقراطية والشللية تحكم مصر وهى الدولة التى انهارت مصر بسببها فى العقود الماضية ونريد أن نضع الرأى العام أمام حقيقة واضحة الشباب المصرى هم وقود الثورات وصناعها ولا يتم الاستعانة بهم بل تهميشهم وإقصائهم بل وأحيانا تشويههم فلماذا كل هذا أم أنهم مصرون على تدمير الدولة المصرية؟ فوطن بلا شباب بلا روح ولا أمل ولا مستقبل .

السؤال الأهم لحكومة الببلاوى، أين تعهداتكم بتمكين الشباب من الحكم فى محاولة لخلق جيل جديد من القيادات المؤهلة العالمة ببواطن الأمور وأزمات الدولة المصرية وهؤلاء الشباب بحماسهم وفكرهم الثورى قادرون على تغيير الخريطة المجتمعية للدولة المصرية؟

السؤال لحكومة الببلاوى هل تعلمون أن الشباب هم من سينقذكم من الفساد والبيروقراطية داخل الوزارات والمحليات وفى كل مؤسسات الدولة؟ فهم شباب نقى ثورى لم تلوثه الأنظمة السابقة ولم يتعلم سياسات الإفساد السابقة والأهم لديه الرغبة والحماسة والفكر فى تطوير وهيكلة كل مؤسسات الدولة فى محاولة لنهضة مصر الحقيقية.

السؤال لحكومة الببلاوى لماذا لم يتم الدفع بشباب مؤهل وهم كثيرون كنواب ومساعدين للوزراء والمحافظين ورؤساء الهيئات ووكلاء الوزارت ورؤساء المدن والمراكز والقرى وكل قيادات الدولة فى محاولة جادة لتدريبهم ودمجهم داخل مؤسسات الدولة فى إطار تمكين الشباب ووضعهم فى مكانهم الصحيح فى قيادة البلاد فى المستقبل .

السؤال لحكومة الببلاوى هل تدركون أن ما تفعلونه من إقصاء للشباب وتهميشهم سيدفع للغضب الشعبى ضدكم وهنا ستتدخل قوى سياسية كثيرة تحاول استقطاب هؤلاء الشباب نتيجة سياساتكم وسنعيد تكرار الموجات الثورية لكنم لن تنجحون فى قيادة البلاد والعبور من المرحلة الانتقالية سوى بحماس وفكر هؤلاء الشباب القادرون على قيادة البلاد، فهم يحتاجون فقط للتدريب والخبرة وهذا ما نريده من تعيينهم نواب ومساعدين للقيادات المختلفة داخل دولاب العمل الحكومى .

السؤال لحكومة الببلاوى هل تعلمون أن سر قوة مصر فى شبابها وأنهم العقول المفكرة الحقيقية التى ستعبر بمصر نحو بر الأمان والأهم هو أن دمج الشباب فى الحكم سيعطى رسالة قوية للمجتمع المصري أن النظام الحالى يعترف بالشباب ودوره فى الحكم وهى رسالة ستجعل الجميع يتعاطف مع الحكومة الحالية ويقدر ويثمن ما تفعله من سياسات فى مقدمتها استثمار طاقات الشباب لتنمية ونهضة مصر.

الشباب يا حكومة الببلاوى هم طوق النجاة لكم، وهم أيقونة نجاحكم فاستعينوا بهم وكونوا لهم خير معلم ومرشد، فصناعة دولة عظمى لن يأتى سوى بشباب قادر على العمل والتنمية والإبداع الحقيقي.
dreemstars@gmail.com

الجريدة الرسمية