رئيس التحرير
عصام كامل

السلفية و«بحيري» و«داعش» وأخواتها !!


آن الأوان للتنبيه على خطورة مستنقع صناعة ازدراء الإسلام والبعث لفتن في مسلمين من مدعي السلف ومتطفلي موائد العلم، بضرب المثال يتضح المقال:


أولا: الطعن في صحيح البخاري وشروحه: السلفية سبقوا «البحيري» في جريمة الطعن هذه فقد دعا ابن عثيمين إلى إحراق كتاب «فتح الباري شرح صحيح البخاري» واستجاب البعض ببلد المنشأ! وللسلفية كتب في هذا الاعتداء الآثم منها:
- التنبيه على المخلفات العقدية في فتح الباري: على بن عبد العزيز الشبل، تفريظ: ابن باز، صالح الفوزان، عبدالله بن العقيل، عبدالله بن منيع ط دار الوطن، دار العقيدة، دار الشبل.
- أخطاء فتح الباري في العقيدة: عبدالله الدويس، عبدالله العبدلي، وبحاشية: عبدالعزيز بن باز، محب الخطيب، مكتبة أسد السنة.

ثانيًا: رد أحاديث نبوية صحيحة: ذكر الدكتور محمد سعيد البوطي -رحمه الله تعالى- في كتابه الماتع «فقه السيرة النبوية» أحداث الهجرة النبوية أن ناصر الألباني قال عن أحاديث التبرك بآثار سيدنا محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الثابتة والواردة في صحيح البخاري كتاب اللباس باب ما يذكر في الشيب، وما في صحيح مسلم في كتاب: الفضائل باب طيب عرقه - صلى الله عليه وسلم- وماثل ذلك من تبرك سادتنا وتعالى - قال الألباني: إن مثل هذه الأحاديث لا فائدة منها في هذا العصر!!
وتصرف الألباني فيه معارضة خطيرة لأفعاله وتقريراته -صلى الله عليه وسلم- فيما هو مقرر في التشريع الإسلامي!

توحد جماعة سلفية منشقة عن أقدم جماعة سلفية بمصر ترد أحاديث نبوية صحيحة وهي مشهرة بالتضامن الاجتماعي ولها مجلة ومساجد، والجماعة السلفية الأم بعابدين بها تفاصيل المنشقة عنها!

ثالثا: الطعن في آثمة العلم: للسلفية باع واجتراء وافتراء ضد أئمة العلم، فقد حكموا على عقيدة الإمامين أبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي بزيع وفساد العقيدة أي بالكفر لعدم تجزؤ العقيدة «خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن» -سورة التغابن- وينسحب هذا على المذهب السني -عدا المتسلفة- في نظر السلفية «من يحارب في الحقيقة المذهب السني يا عقلاء المسلمين؟» والتكفير السلفي ينسحب على الأزهر الشريف!

بالإضافة كما سبق طعن السلفية في شراح الأحاديث النبوية الثقاة ابن حجر والعسقلاني - رحمهما الله تعالى- وطعنهم في طائفة أخرى من أهل العلم فمن النماذج: كتاب وقفات مع كتاب إحياء علوم الدين للغزالي «هكذا»: لسيد بن عبد الرحمن الحصين.
وكتاب هل تجنيت على الغزالي؟ عبد الرحمن الوكيل، وهجوم سلفي على باحثين معاصرين فمن العينة: الرد على القرضاوي والجديع والعلواني مؤلفه عبد الله رمضان موسى.

رابعا: تهديد الوحدة الوطنية: نتاج يضاف لعدوان السلفية على الوحدة الوطنية فلهم كتاب «إقامة الحجة الباهرة على هدم كنائس مصر والقاهرة» تعليق د. محمد بن صالح النجدي الأثري، وإشراف د. أحمد عبد الرحمن التقيب، وكتاب «النصاري في القرآن» للطفي عامر بدمنهور ومقال لأحد العمداء في جامعة الأزهر منشور بجريدة عقيدتي بدار التحرير مؤداه تكفير د. أحمد كريمة لأنه لا يكفر النصارى وهذا العميد كان وكيلا لإحدى الكليات الأزهرية بالصعيد وكوفئ بترقيته عميدا بالقاهرة بمدينة نصر!! وما فعله أحمد عبدالله الشهير بأبي إسلام من إحراق نسخة الكتاب المقدس أيام حكم الإخوان الفاشي!.

خامسًا: التحريض على الجيش المصري: كتاب «فتاوى علماء البلد الحرام ط الجريسي بالسعودية» يحمل فتاوى تعد تدخلا سافرا من شئون الجيش المصري منذ سنوات فتاوى من عدم تحية العلم في الجيش فقد قالت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ص ١٥٠و عن حكم تحية الجنود المصريين «بالذات» للعلم المصري، حكم تحية الرتب بعضها لبعض في الجيش المصري بالتحريم «الفتوى منذ سنوات والكتاب بالقاهرة من ١٥ سنة على الأقل، بمؤسسات السلفية!!».

سادسًا: السلفية و«داعش»: أوردت مجلة «رؤية الغد» الصادرة عن المركز المصري للبحوث والدراسات الأمنية بعددها رقم ٤ للسنة الأولى لشهر أبريل ٢٠١٥ م ص ٢٤، تقريرا موثقا «أعضاء بحزب النور» السلفي ينضمون إلى داعش عبر حملة «أمة واحدة» وتوجد قائمة بها عشرات أعضاء حاليين وسابقين خرجوا لمناصرة داعش ولم يعودوا حتى الآن حسب تقرير المجلة، والبداية كانت من اللجنة الطبية بالدعوة السلفية ومعظم الأعضاء «قواعد شبابية حسب التقرير وشعارات» وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر «الآية ٧٢ من سورة الأنفال - المسلم أخو المسلم..» -الحديث-، والاتصال بين قيادات حزب النور -حسب التقرير الأمني - مقطوع حاليا مع المنضمين لأحرار الشام والنصرة وداعش أ. هـ.

سابعًا: السلفية وثقافات دخيلة: نشرت جريدة «الأهرام المسائي» بعددها رقم ٨٧٤٢ في السبت ٤ من أبريل عام ٢٠١٥، تقريرا ملخصه: اكتشاف لجنة وزارة الأوقاف لأطنان من الكتب الداعية للتشدد والمغالاة وإراقة الدماء واستحلالها والأعراض والأموال - حسب المنشور بالجريدة سالفة الذكر - بمخازن جماعة أنصار السنة بعابدين بالقاهرة وتم تحرير محضر ١٥٥٧ إداري، وأن ما تسمى معاهد إعداد الدعاة بها هذه النماذج الداعية للعنفين الفكري والمسلح أ. هـ.

خلاصة: وضحت لذي عينين منابع التشدد والمغالاة والعدوان على صحيح الإسلام.
حاكموا أئمة الخوارج الذين يحاول أصاغرهم تشويه العلماء والدعاة المرابطين على ثغور الفكر الإسلامي الصحيح لمحاولة إجهاض رسالتهم التصحيحية والإصلاحية ولمحاولة ستر عورات داعميهم في الداخل والخارج.
وفي الفم ماء كثير!
الجريدة الرسمية