رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الدكتورة لميس جابر.. و"الفصال" في "الموتي"!

قلت للإعلامي الكبير أسامة كمال المحترم في حلقة الأحد الماضي إن تدهور الخدمات الطبية في عصر ما قبل ثورة يوليو تسبب في سقوط مائة ألف مصري في إنتشار الملاريا بصعيد مصر عام 44.. تدخل مبدعنا الكبيرمحمد فاضل، وقال: "والكوليرا" قلت والكوليرا عادت بعد ذلك بين 45 و47 في ضربتها الثالثة لشعبنا!


وأضفت: كيف نجد من لا يغضبون ولا يحزنون على شعبنا وهو في وباء واحد يسقط منه 100 ألف مصريا ؟! أي عصر هذا الذي يمدحونه وعشرات الآلاف يسقطون في بلد سكانه 16 مليونا أي بحسابات اليوم يعادلون 700 ألف مواطن!!

الغلابة و"الفرجة" علي أكلات برامج الطهي!

أمس الإثنين استضاف كمال -مع حفظ الألقاب- الدكتورة لميس جابر.. وقالت إن لديها ملاحظة علي حلقة الأمس وصفته بالخطأ التاريخي.. وقالت إن الكوليرا أصابت بعض القرى والحكومة وقتها تدخلت بقوة تحسب لها ويشهد بذلك الكثيرون وأن الضحايا -على فكرة- عشرة آلاف فقط!

10 آلاف بس!! المهم.. بعد أن أنهت كلامها صحح لها كمال المعلومة وقال إن أحمد رفعت تحدث عن الملاريا وليس الكوليرا! وسألها مباغتا: من هو وزير الصحة وقتها؟! قالت: "لا أعرف"! ثم أضافت: هقرأ عن الملاريا وأبقي آجي حلقة أخرى!!

يبدو الفرق جليا فيما حاولنا أن نقوله وقد قلناه صراحة وسنقوله دائما إن الإنسان هو القيمة العليا ولا أحد غيره.. ولا يصح الاستهتار ومحاولة تقليل الجريمة بالزعم إنهم حياالله 10 آلاف فقط!! وكأنهم ذباب لا قيمة ولا ثمن لهم! وفي بلد سكانه 16 مليونا! أى 70 ألفا بحسبة اليوم!

الكوليرا ضربت شعبنا في عهد الاحتلال الحزين 3 مرات ضحاياهم يزيد على الـ 80 ألفا! وفي المرات الثلاث كانت الجمعيات الأهلية وحدها الموجودة.

يقول تقرير لمجلة المصور في يناير 44 أعادت نشره بوابة الأهرام في أول أكتوبر الماضي حرفيا "وأكدت البعثة أنه في 26 يناير عام 1944 م قاموا بتفقد 120 أسرة وجدوا مائة منهم بحاجة إلى الطعام والدواء والملابس والأغطية ولم تكن حالة الكثيرين خيرا فقد كانوا يعيشون في جدران متهالكة ومتهدمة بلا سقف أو غطاء وقد ترك كثير منهم بلا عائل بسبب حصد الوباء، فكان الكثيرون يرتعدون خوفا من الجوع والضعف والمرض"!

"الموظف المجرم" والإساءة للشعب والحكومة!

ثم تجدهم بكل تجرؤ -وسنكتفي بالتجرؤ- إنه كان أفضل من الحال الذي انطلقت فيه الخدمات الطبية بالوحدات المجمعة في كل قري مصر مع عشرات من مستشفيات الصدر والحميات بطول مصر وعرضها بناها أبناء الجيش العظيم تحملت عبء مواجهة كورونا في هجمتها الأولى!

في الملاريا كانت هناك سيدات "الهلال الأحمر" ورجال ونساء "مبرة محمد علي" والمتطوعين بما فيهن سيدات مجتمع من أهل الخير ولم تكن هناك الحكومة.. ولا وزارة الصحة.. التي لم تعرف لميس جابر اسم وزيرها.. وكيف ستعرفه والإنسان لا يعنيها حتى لو عشرة آلاف؟! وكيف ستعرفه وهي لا تعرف هجمة الملاريا أصلا؟! وكيف ستعرفه وهو ولا بصمة ولا دور.. ولا يحزنون!
Advertisements
الجريدة الرسمية