رئيس التحرير
عصام كامل

البراءة الكاملة.. لا تحزن يا د.عهدي!

بعد عذاب وطول انتظار استمر 10 سنوات عجاف مؤلمة.. تخللهما 3 سنوات سجن. أكرم الله د. محمد عهدي فضلي بالبراءة الكاملة من تهم إهدار أموال مؤسسة أخبار اليوم التي كان يرأسها.. والحصول على كسب غير مشروع.


قالت محكمة الجنايات برئاسة المستشار محمد حمدي أحمد وعضوية المستشارين خالد العيسوي وعصام خليل في حيثيات حكم البراءة الباتة أن د. عهدي لم يقم بإستغلال النفوذ أو التربح للنفس أو الغير أو أية جرائم من جرائم العدوان على المال العام.. وأشادت المحكمة التي برأت ذمته بإسلوب إدارته لمؤسسة أخبار اليوم وأن المبالغ التي صرفت كانت عن عمل فعلي عاد بالنفع على المؤسسة وزاد من إنتاجها وأرباحها.

يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون!

لقد تحمل د. محمد عهدي فضلي وأسرته ألما نفسيا ومعنويا كبيرا من جراء نشر الصحف ووسائل الإعلام المختلفة مجرد اتهامات أبطلتها المحكمة بعد ذلك ولكنها تركت أثراً سيئا لديه.. وإساءة لتاريخه النظيف حتى أن هذه الصحف والمواقع الإلكترونية التي نشرت عنه اتهامات وأكاذيب لم تنشر عنه كلمة واحدة بعد أن حصل على البراءة الكاملة منذ أيام..

كل هذا لمجرد حظه العثر في تحمل مسئولية إدارة مؤسسة أخبار اليوم في عهد جماعة الإخوان الإرهابية فكان عنصر الانتقام من كل من حمل المسئولية قبل 25 يناير في عهد مبارك، وللأسف ساهمت الصحافة في ذلك الوقت للإساءة لمواطنين شرفاء كثيرين قدموا للمحاكمة في عهد الإخوان متجاهلة  أن "المتهم بريء حتى تثبت إدانته".

والسؤال الكبير هل يجوز التسامح مع مثل هذه الموبقات والآفات الخطيرة من عينة إطلاق وسائل الإعلام الأكاذيب والاتهامات دون سند أو دليل.. والأهم هل الجماعة الإعلامية والصحفية مؤهلة لمحاسبة أعضائها وإلزامهم بالتزام روح القانون والأخلاق المهنية التي تمنع نشر أي اتهامات قبل أن يقول القضاء كلمته.

ماذا قال الرئيس عن مسئولية الكلمة؟!

يا سادة الكلمة أمانة وللقلم رسالة أخلاقية رفيعة يجب الحفاظ عليها والسمو بها، فالله تعالى رفعها مكاناً عليا حيث سمي في قرآنه سورة باسم القلم، وجعل ما نكتبه أو نقوله أو ننشره من معلومات وأخبار شاهداً علينا أو لنا يوم القيامة، وهو ما يضاعف مسئوليتنا الأخلاقية.. فالكلمة قد تنفع أو تضر.. قد تغتال السمعة أو تدافع عن الحق.. آن الأوان لتصحيح أوضاعنا في الإعلام والصحافة، وأن يتوقف هذا العبث في نشر اتهامات لأشخاص لمجرد أنهم قدموا للنيابة دون أن يقول القضاء كلمته الأخيرة.. فالحكم عنوان الحقيقة.

الكلمة نور وبعض الكلمات قبور.. مفتاح الجنة في كلمة وقضاء الله هو الكلمة.. الكلمة الطيبة ترفع صاحبها إلى أعلى الدرجات وقد تهوي به إلى الدرك الأسفل من النار.

ويا كل إعلامي أو صحفي اتق الله وأعلم أن الكلمة رسالة أخلاقية وأمانة سيحاسبك الله عليها.
ويا د. عهدي لا تحزن فقد أكرمك الله وظهر الحق ونقدم لك الإعتذار لأن من تقدموا بشكاوى ضدك كانوا من أبناء المؤسسة.. وأن من نشروا الاتهامات الظالمة عنك زملاء لك واستفادوا كثيراً منك.. ألف مبروك.. كل التقدير للقضاء العادل الذي نعتز به دوماً.
الجريدة الرسمية