رئيس التحرير
عصام كامل

الباز أفندي.. سفيرا ومستشارا !

استوقفني عشية الجمعة الفائتة إعلان ممول عبر صفحات التواصل الاجتماعي جاءت فحواه عن فرص للحصول على الدكتوراة الفخرية أو التنصيب سفيرا للنوايا الحسنة أو سفيرا للسلام أو مستشارا للتحكيم الدولي أو للحصول على عضوية المجلس الأعلى للصحفيين والإعلاميين العرب!!.

وهو الأمر الذي دعاني للدهشة وحضرني فى هذا المقام لافتة توفيق الدقن في فيلم ابن حميدو (الباز أفندي ساقط توجيهية ووكيل أعمال وسمسار مراكب وقباني وبالعكس)، الباز أفندي موجود بالفعل فى مجتمعنا يدعي الفهم فى كل شيء فتارة تجده سفيرا لنوايا البلح أو وزيرا للحنية أو ناشطا سياسيا أو بروفسيرا في علوم المحشي!

 

اقرأ أيضا:

أثرياء الأزمات!

 

وهو ما دعاني أن أتذكر حالي بأني أصبحت عضوا بنقابة الصحفيين بعد ثماني سنوات من العمل الصحفي المتصل، وقد حصلت على الماجستير بعد ما يزيد على ثلاث سنوات متصلة من البحث العلمي فى الهند ومصر، فكيف يحصل من يملك المال على مناصب وهمية وكارنيهات مضروبة لسفير أو دكتور أو مستشار دون أن يكون محقا لهذا المنصب!!

 

ودون الانتماء الحقيقي لمؤسسة واقعية فطوال عمرنا نجد أن السفير هو ذلك الذي عمل بالسلك الدبلوماسي لسنوات طوال حتى وصل لهذا المنصب، والدكتور هو من حصل على درجة دكتوراة يسبقها درجة ماجستير يسبقها مؤهل عالي ودبلومة ودراسات تمهيدية! فكيف تمنح تلك الكيانات الهلامية تلك الدرجات العليا دون محرم ولا مانع.

إن الكيانات الوهمية أو تلك التي تمنح درجات علمية ومناصب عليا دون أن يكون لها الحق في ذلك تمارس عملا مخالفا للقانون كما أنها ترتكب نوعا من التدليس والنصب على عقول البسطاء.


اقرأ أيضا:

صعيدي في نيودلهي!

 

لست أدري أي غطاء قانوني تمارس تلك الكيانات العمل تحت مظلته، وقد بات التصدي لتلك الكيانات الوهمية ضرورة وليس ترفا، ولن يتم القضاء على تلك الكيانات الا بتشريع يضم جزاءات رادعة ورقابة فعالة من قبل الشرطة لضبط مديري تلك الكيانات ورصد الإعلانات الممولة عبر الاعلام الالكتروني التي تروج لها.

لسنا ضد الإجتهاد والسعي ولكن أكيد ضد النصب والتلاعب بطموح المواطنين وأتذكر فى هذا المقام صاحب محل نظارات فى الهرم الذي توجه منذ عدة سنوات إلى ديوان عام محافظة أسيوط مدعيا أنه ضابط من جه سيادية ويرغب فى الحصول على أحد الملفات الهامة وبالقبض عليه تبين حوزته لكارنيهات مضروبة لعدة جهات رقابية!!


الجريدة الرسمية