رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الأغنية الوطنية.. وتاريخ حافل!

الأغنية الوطنية ظهرت في مصر مع الاحتلال البريطاني وبزوغ المقاومة الوطنية بعد اندلاع ثورة 1919 ضد هذا المحتل، وجسد فنان الشعب سيد درويش بصوته وألحانه مطالب الثورة، وصدح عبدالوهاب بأغنية "حب الوطن فرض عليا أفديه بروحي وعنيا" احتفالاً بمعاهدة 1936 التي أبرمها مصطفى النحاس زعيم حزب الوفد مع الإنجليز..


ثم نشبت حرب فلسطين 1948 التي ألهبت الشعور الفني؛ فغنى عبدالوهاب قصيدة على محمود طه "أخي جاوز الظالمون المدى.. فحق الجهاد وحق الفدا" تنديداً باحتلال فلسطين.

الأغنية الوطنية دخلت عصرها الذهبي مع ثورة 23 يوليو، حيث تفجرت شلالات هذا النوع من الأغاني بصورة غير مسبوقة مثل "عالدوار عالدوار راديو بلدنا فيه أخبار"، وصدحت أم كلثوم بعد أسابيع قليلة جداً من قيام الثورة بأغنية "مصر التي في خاطري وفي فمي أحبها من كل روحي ودمي".. كما جرى الإفراج عن أغنية عبدالوهاب "كنت في صمتك مرغماً" التي منعت إذاعتها السلطات الملكية آنذاك.

صوت الثورة
عبد الحليم حافظ خلع عليه البعض لقب "صوت الثورة" التي بدأ معها مشواره الفني بأغنية "العهد الجديد"، ثم غنى "إحنا الشعب"، ثم "صورة" و"بالأحضان"، و"أهلاً بالمعارك"، و"قلنا حنبنى وآدى احنا بنينا السد العالى"، "ناصر كلنا بنحبك"، "دقت ساعة العمل"..إلخ.

فريد الأطرش قدم هو الآخر "سنة وسنتين"، وفايزة أحمد "يا حبيبتي قاهرتي لن تغلبي، لن تقهري"، ونجاة "وطني وصباي وأحلامي"، كما قدم عبدالوهاب ملاحم غنائية وأوبريتات رائعة بمشاركة نجوم الطرب مثل "عاش الجيل الصاعد"، و"صوت الجماهير"، "وطني حبيبي"، ثم توقفت الأغنيات الوطنية بعض الوقت حزناً على رحيل عبدالناصر، ثم عادت بقوة مع نصر أكتوبر العظيم في عهد السادات الذي غنى له حليم للمرة الأولى "عاش اللي قال".

وكان لنصر أكتوبر تأثير مختلف ومذاق خاص، فقد حظي بحالة فريدة من الصدق الفني لأغنيات عديدة مثل "باسم الله الله أكبر باسم الله" للمجموعة، و"أنا عالربابة باغني" لوردة، و"يا أول خطوة فوق أرضك يا سينا"، "الباقي هو الشعب" لعفاف راضي، و"لفي البلاد يا صبية"، و"قومي إليكِ السلام يا أرض أجدادي!"، و"صباح الخير يا سينا" لحليم.

كما غنت سعاد حسني "دولا مين دولا مين"، ومحمد نوح "شدي حيلك يا بلد"، و"أم البطل" لشريفة فاضل وغيرها من الأغنيات التي عبرت عن ذلك الحدث العظيم في وقته.

عاشت فى الوجدان
ومع تصاعد الأحداث وسخونتها في 25 يناير 2011 استدعت الجماهير عدداً من الأغاني الوطنية مثل "بلادي بلادي"، وأغنية شادية "يا حبيبتي يا مصر".. كما استعادت أغاني الشيخ إمام مثل "يا مصر قومي وشدي الحيل كل اللي تتمنيه عندي" وكذلك أغانيه مع أحمد فؤاد نجم "مصر يا أمه يا بهية"، "الورد اللي فتح في جناين مصر"، و"يا مصريين" لآمال ماهر، و"الشهيد" لعلى الحجار، و"إزاي" لمحمد منير، و"مصر قالت" لعمرو دياب، و"دايماً عايشين" لحماقي.

ومع قيام ثورة 30 يوينو وفرحة الشعب باستجابة الجيش المصري لمطالبه جرى تقديم عدد من الأغاني الوطنية احتفالاً بتلك الثورة، وكان أشهرها "تسلم الأيادي" كما قدم الفنان الإماراتي حسين الجسمي أغنية "تسلم إيدك"، كما تبارى مطربون شباب لتقديم أغان وطنية بعد أيام من 30 يوينو، كما أعاد البعض غناء "بلادي بلادي"..

وهكذا ولدت الأغاني الوطنية من رحم الأحداث الكبرى وعايشتها وكرست لها وارتبطت بوجدان الناس وعاشت في ذاكرتهم وليس أدل على ذلك من أغنية "اسلمي يا مصر" التي عاشت لسنوات نشيداً وطنياً يجسد مشاعر الانتماء والولاء لمصر التي هي في خاطر أبنائها وفي دمهم، وطناً يعيش فيهم ويعيشون به.. حماها الله وحفظها من كل سوء.
Advertisements
الجريدة الرسمية