رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أيقونة جسدت أسطورة

تباينت الآراء حول عودة الفنانة شريهان، بإعلان رمضاني لإحدى شركات الاتصالات، انتقدها البعض لعدم إدراكه محتوى الدعاية وهؤلاء من الجيل الجديد الذي لم يعاصر أعمالها ولم يعرف مشكلات صادفتها، وفريق آخر رحب بعودتها وشوقه إليها أيا كان المحتوى لمجرد أن إطلالتها بعد غياب طويل أعادت إليه ذكريات الماضي وأعمالها الرمضانية الجميلة من فوازير وسحر حكايا "ألف ليلة وليلة"، أما الفريق الثالث وأنا منه، فوجد في المحتوى رسالة أمل وتحد وعدم استسلام مهما كانت الصعاب، وهو يوجز بذكاء محطات من مسيرة شريهان العامرة بالتألق والأزمات، ونفذ الإعلان ببذخ وإبهار وبهجة لكن مع وجود كل ما تميزت به شريهان في مسيرتها غاب الاستعراض إلا من تعبير حركي قليل.


أسفر التباين حيال الإعلان عن تراجع مشاهدته أمام إعلانات فنانين آخرين أقل بذخا وتكلفة، لكنها حظيت بمشاهدة أكثر مما قدمته شريهان بمراحل. غابت شريهان "أيقونة" أعمال رمضان والاستعراض عن الفوازير منذ 1993، وعن السينما منذ 2002، وعن المسرح منذ 1995، وهي تقول في رسالة الأمل الإعلانية "عشنا وشفنا.. وحاربنا ولا ثانية استسلمنا وفهمنا الدنيا وقدرنا عليها ولا عمرنا كسرتنا الدنيا.. راجعين أقوى وطايرين مهما الدنيا اتحدتنا".

أسطورة كوكو شانيل
فحوى الرسالة أضاء على ماضي وحاضر شريهان، وأيضا ما تنوي تقديمه في المستقبل، وقصدت به أعمالها المسرحية عن نساء تحدين الصعاب الحياتية والمهنية وخلدن أسمائهن في التاريخ كل في مجال تخصصها، وهي الأعمال التي أعلنت عن عودتها بها للفن منذ أكثر من عامين، ولم تنفذ منها سوى مسرحية "كوكو شانيل"، وتوقف تنفيذ بقية الأعمال أو ربما تعثرت لسبب أو لآخر، وحتى المسرحية الوحيدة المنجزة "كوكو شانيل" لم تجد طريقها للعرض دون سبب مفهوم إلى أن اشترت حقوقها منصة "شاهد" الرقمية التابعة لمجموعة mbc، وسبقتها بترويج كبير يليق بتاريخ ونجومية اسم شريهان، وعرضتها في عيد الأضحى لضمان أكبر قدر من المشاهدة في العطلة والتجمع الأسري.

تباين الآراء حيال الإعلان الرمضاني، تحول إلى إعجاب جماهيري جارف واحتفاء غير مسبوق بعودة الفنانة شريهان، بعمل فني بعد غياب 19 عاماً عن الشاشة و26 عاماً عن المسرح، مع عرض مسرحية "كوكو شانيل"، التي حظيت بأصداء إيجابية واسعة.

لا يعرف البعض ما عانته الفرنسية الفقيرة كوكو شانيل، في حياتها وكيف واجهت الصعاب وتحدت العراقيل وتغلبت على ما صادفها وآمنت بموهبتها وثابرت إلى أن باتت "أسطورة" الأزياء الكلاسيكية وصاحبة أشهر علامة تحمل اسمها وما رافقها من حقائب وعطور فاخرة، وسبق أن تناولت أعمال عالمية سيرة حياتها في السينما والتلفزيون، لكنها المرة الأولى التي يجري تجسيدها بقالب استعراضي غنائي باذخ وهنا كان التحدي، خصوصا أن شريهان تتعاون في المسرحية مع فريق مبدع أذهل العالم في حفل "موكب المومياوات الملكية"، يقوده المخرج هادي الباجوري الذي يخوض تجربته الأولى في الإخراج المسرحي.

شريهان الأيقونة
يقول هادى الباجوري "كنت حريصاً على احترافية العمل وتطلب العرض جهدا مضنيا خلال تحضيرات دامت أكثر من عام، ولأن شريهان أيقونة، وليس سهلا أن تثق في أي مخرج، كنا نتناقش في كل شئ، خصوصا أنه تعاوننا الأول، والحقيقة أنها كانت تتدخل في عناصر العمل، لرغبتها في العودة بشكلٍ مميز بلا أخطاء، ولم أشعر بأي ضيق بل كنت حريصاً على استشارتها والاستفادة من خبرتها المسرحية الطويلة، ومع هذا كانت قلقة ومتوجسة خلال تصوير المسرحية، لأنها تعود للوقوف على خشبة المسرح بعد غياب سنوات، لكن بعد مرور عدّة أيام من التصوير، استعادت هدوءها، وعندما شاهدت المسرحية بكت فرحا واحتضنتني وبكيت أنا أيضاً".

الحقيقة أن المخرج هادى الباجوري، تمكن من تقديم رؤية إخراجية مبدعة في "كوكو شانيل"، لمسرح عربي جديد دمج فيه بين عناصر وفنون السينما والمسرح، وتوظيف مبهر للإضاءة والديكور والأزياء والاستعراض والموسيقى مع حضور وكاريزما شريهان بأداء مذهل وإطلالة فخمة، أنستنا معها أنها غابت عن الفن سنوات طويلة، اعتمادا على نص مميز تمت صياغته بحرفية وذكاء وإنتاج سخي يليق بتاريخ ونجومية شريهان، لكن قلل من متعة المشاهدة تركيب صوت ضحك الجمهور بلا داع.

شريهان، المنتشية بالاحتفاء الجماهيري ونجاح عملها شكرت فريق المسرحية كله، بتغريدة عكست جماعية العمل "مقولة أضفتها إلى قاموسي.. الأبطال الحقيقيون لا يصعدون إلى خشبة المسرح، الأبطال الحقيقيون وراء الكواليس.. شكراً إلى كل بطل مبدع حقيقي كان خلف خروج مسرحية (كوكو شانيل) من أصغر عامل وصولاً إلى المخرج الرائع هادي الباجوري".

يبقى أنّ عودة شريهان، ناجحة مؤثرة وعرض "كوكو شانيل" يستحق المقارنة بالمسرح العالمي، وربما يحفز هذا النجاح الشركة المنتجة على إكمال بقية المشروع، الذي يضم 13 شخصية نسائية أثرت في العالم وتركت بصمة لا يمحوها الزمن.
Advertisements
الجريدة الرسمية