رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أمريكا جادة أم تتظاهر؟!

بينما ساد انطباع بأن أمريكا لا تمنح اهتماما لأزمة سد النهضة الإثيوبى يتناسب مع خطورة هذه الأزمة، حدثت أمور يمكن أن تشى بانطباع مختلف، أى تشير إلى أن أمريكا تمنح هذه الأزمة بعضا من الاهتمام، مثل تعيين مبعوث أمريكى خاص فى منطقة القرن الاإفريقى للعمل على حل تلك الأزمة مع أزمة الحدود بين السودان واثيوبيا وأزمة الصراعات المسلحة داخل إثيوبيا، وأيضاً مطالبة مستشار الأمن القومى الأمريكى كل من مصر والسودان وإثيوبيا التوصل إلى حل سياسى عبر المفاوضات لأزمة سد النهضة.


غير ان هذا جاء بعد أن تحركت مصر فى اتجاهات متعددة لتنبيه العالم لخطورة هذه الأزمة ًالتى تهدد استقرار منطقتنا ومعه الأمن والسلم الدوليين، سواء كان التحرك فى إتجاه أفريقيا أو فى إتجاه مجلس الأمن والأمم المتحدة، أو التحرك فى إتجاه روسيا.. كما يأتى أيضا بعد أن كشف السودان عن عزمه مقاضاة كل من الشركة الإيطالية التى تنفذ بناء السد وإثيوبيا واللجوء إلى  محكمة العدل الدولية ومحكمة حقوق الانسان والكوميسا..

الحل السياسي
والأغلب أن أى تحرك سودانى سوف تشارك مصر فيه، فى ظل التنسيق الكبير بيننا حول هذه الأزمة وتداعياتها.. ولهذا المعنى فان واشنطن تحركت لأننا تحركنا وأعلنا أننا سنمضي فى تحركنا لنحمى أنفسنا من أضرار السد الإثيوبى ونحمى حقوقنا فى مياه النيل.. أى إننا نحن الذين دفعنا الأمريكان لإظهار قدر من الاهتمام بهذه الازمة . 

وهنا علينا أن نتساءل هل الاهتمام الامريكى الجديد بالأزمة كاف لإيجاد حل لهذه الأزمة يراعى مصالح الجميع ام أنه غير كاف حتى الان لمنع إنفجار الأزمة.. أو هل أمريكا عازمة بالفعل على التدخل لحل هذه الأزمة أم إنها عازمة فقط  على إدارة هذه الأزمة فقط لتفادى انفجارها، طبقا للنصيحة الشهيرة لذئب الدبلوماسية الامريكية كسينجر لقادة بلاده وهم يتعاملون مع أزمات منطقتنا؟.. هذا سؤال يجب أن نطرحه على أنفسنا دوما حتى لا نراهن على سراب..

وفى ذات الوقت يتعين علينا أن نعى أننا نحن وحدنا الذين نملك دفع الأمريكان، بل العالم كله بالانخراط فى حل تلك الأزمة وممارسة الضغوط على اثيوبيا لتنصاع للحل السياسى لها، من خلال إفهام الجميع بالفعل أن كل الخيارات مفتوحة أمامنا وإن حرماننا من مياه النيل خط أحمر، وبتطوير علاقاتنا مع كل القوى الفاعلة والمؤثرة عالميا وعدم الرهان على الأمريكان وحدهم.        
Advertisements
الجريدة الرسمية