رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أمراض النفس البشرية

للنفس البشرية أمراض وعلل مبطونة خفية كثيرة لا يدركها ولا يعلمها الكثير من الناس، بعكس الأمراض والعلل الظاهرة المتعلقة بالجسد والبدن، وذلك لأن لها أعراض يحس ويشعر بها الإنسان المريض أما أمراض النفس المبطونة في النفس لا يعلمها ولا يدركها ألا أرباب القلوب والبصائر من أهل الله تعالى الذين جعل الله سبحانه وتعالى لهم نورا يمشون به في الناس وليس مع الناس إشارة إلى بواطن الناس ونفوسهم ..


كما جاء في قوله تعالى: "أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ".. وهم الذين أشار الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله إليهم بقوله: "إتقي فراسة المؤمن فإنه يرى بنور الله.. فهم أطباء القلوب والأنفس الذين يعلمون ويعرفون ويرون  بنور الله تعالى أمراض النفس وعللها ودقائقها وخفاياها ويعرفون دواء كل داء فيها".. ومن هذه الأمراض المهلكة الكبر والتعالي والعظمة والنفاق والرياء والكذب والخيانة وسوء الظن بالله تعالى وبالخلق والتملق والمراءاة والمداهنة والخبث والمكر ورؤية النفس والعُجب والنظر للآخرين بالدونية والنقص والطمع والحرص والشره وعدم القناعة والرضا بقدر الله عز وجل وقسمته والخوف والقلق على الرزق وحمل هم الغد..


مناجاة ودعاء

ومن أمراض النفس أيضا وأخطرها حب الدنيا وتعلق النفس والقلب بها والتكالب والصراع عليها وطيلة الأمل فيها التي تنسي الإنسان الموت ونهاية الأجل وهي كما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله عنها "أنها رأس كل خطيئة" وكذا من الأمراض الخطيرة والمهلكة أيضا..الحسد والغل والغيرة والكراهية وتمني زوال النعمة التي لدى الغير والشماتة والتشفي وسوء الظن والتشائم والبخل والحرص والشح وحب الجاه والأنانية والشهرة والرياسة وحب الظهور والمدح والثناء وغلبة الأهواء والشهوات..

ومن أمراض النفس والقلب أيضا الغيبة والنميمة والخوض في سيرة وأعراض الناس وتعلق القلب بغير الله تعالى.. كل هذه الأمراض وغيرها الكثير، هذا ويلزم للعلاج من هذه الأمراض الخطيرة المهلكة والتي تؤدي بصاحبها إن لم يعالج منها إلى الشقاء في الدنيا وربما سوء الخاتمة والنار والعذاب في الآخرة. يلزم طبيب حاذق صاحب نور بصيرة  كما ذكرنا من قبل يعلم من الله عز وجل كوامن النفس البشرية ودواء كل داء فيها..

من علامات محبة الله

وهذا الطبيب هو الشيخ المربي الكامل الوارث المحمدي.. أي صاحب النور والحكمة وهو الذي يؤثر حاله في الناس قبل مقاله. يقول العارف بالله إبن عطاء الله السكندري رضي الله عنه.. شيخك من ينهض بك حاله ويدلك على آلله مقاله.. ولهذا الشيخ أربع فرائض وثلاثة أركان وإثنى عشر صفة.. الفرائض الأربع هي: "شريعة.. طريقة.. حقيقة.. معرفة".. وأما الأركان الثلاثة هي أن يدل على الله تعالى بقوله وعمله وحاله.. وأما الإثنى عشر صفة هي.. صفتان من الله عز وجل وهما.. العلم والسر.. وصفتان من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وهما.. الشفقة والرحمة.. وصفتان من سيدنا أبا بكر رضي الله عنه وهما الصدق والتصديق.. وصفتان من سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهما: الزهد والشجاعة..

وصفتان من سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وهما الحياء والكرم.. وصفتان من سيدنا الإمام علي إبن أبي طالب كرم الله وجهه وهما العلم والعمل.. هذا وسوف أفرد مقالا عن الشيخ المربي الكامل المعالج لأمراض القلوب والأنفس والخبير الذي أشار إليه عز وجل بقوله: "الرَّحْمَٰنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا".
Advertisements
الجريدة الرسمية