رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أمتنا وأوراق ضاغطة!

حاجتنا شديدة لقوة عسكرية عربية مشتركة سبق للرئيس السيسي أن نادى بها، وأثبتت الأيام صدق مطلبه؛ قوة قادرة على الردع ومنع أي محاولة للتدخل في شئوننا وإشعال دولنا بالفتن والوقيعة بين مكوناتها.. ولا تزال الفرصة سانحة.. وهي تحتاج منا فقط لإعادة ترتيب الأوراق وإعلاء مصالح شعوبنا العربية فوق الخلافات والانقسامات.


ما أكثر ما تملكه أمتنا من أوراق ضغط حقيقية يمكنها لو أحسن استغلالها أن تحقق مردوداً كبيراً وأن تخلق دعماً دولياً لقضايانا العادلة أو على الأقل تحييد أى قوى فعالة تجاه أي نزاع محتمل إذا ما اضطرتنا الظروف للدفاع عن حقوقنا المشروعة بكل ما نملك من وسائل وأدوات القوة.

لقد أعلنت أثيوبيا بكل غرور اعتزامها بناء سدود أخرى على النيل الأزرق.. فهل هي في حاجة لكل هذه السدود.. وكيف يستقيم ذلك مع اعتراف أديس أبابا نفسها بأنها تملك وفرة مائية لا تستخدم منها إلا ما يتراوح بين 5 و10% فقط.. فما حاجتها لحجز مزيد من المياه وحرمان جيرانها منها على نحو يهدد الأرض بالبوار والسكان بالفناء؟!

وإذا علمنا مثلاً أن سد النهضة يكفيه فقط حجز 14 مليار متر مكعب من المياه ليتمكن من توليد الكهرباء المطلوبة وهو الهدف المعلن من إقامة هذا السد.. فما الداعي لتعلية السد لحجز 74 مليار متر مكعب.. اللهم إلا رغبتها في فرض السيطرة والهيمنة والتحكم في دولة عريقة بحجم مصر ومعها السودان؟!

دور المجتمع الدولى
ثم وهذا هو الأهم: ماذا سيفعل المجتمع الدولى بمنظماته وقواه الكبرى لوقف هذا الاعتداء الأثيوبي على حق الشعوب في الحياة.. ولم يقف صامتاً حتى تصل الأزمة لحافة الهاوية أو نقطة اللاعودة.. ألا تخشى تلك الدول على مصالحها حال اندلعت لا قدر الله حرب على المياه في تلك المنطقة الحيوية من العالم؟! لقد حبس هذا العالم أنفاسه يوما بعد جنوح سفينة عملاقة في قناة السويس لأيام فماذا لو  توقفت الملاحة بالقناة لا قدر الله لأسابيع أو إلى ما شاء الله إذا ما اندلع أي نزاع؟! 

مصر والسودان دعاة سلام.. وليس أدل على ذلك من صبرهما الطويل في مفاوضات وصفها البعض بالعبثية لسوء ما أفضت إليه من نتائج.. فعلامَ يراهن آبي أحمد ومن معه ومن وراءه.. ماذا لو نفد صبر مصر.. وإذا لم يتحرك العالم ومنظماته سريعاً لاحتواء تداعيات قضية بمثل هذه الخطورة.. فمتى يتحرك.. أيتحرك بعد وقوع المصيبة واتساع الخرق على الراتق؟!

وإني لأعجب من منح آبي أحمد جائزة نوبل للسلام وهو الذي لم يقدم أي إسهام يذكر لتحقيق الإخاء بين أبناء دولته.. بل إنه على النقيض من ذلك جلب لهم وللمنطقة الخراب والدمار وضحايا بالآلاف بعد اندلاع حرب أهلية في بلاده لا يزال المجتمع الدولي يتكلم عنها قولا ويعجز عن وقفها ومحاسبة المتسببين فيها فعلا.. ولم يكتف آبي أحمد بذلك بل إنه يسعى لتفجير المنطقة كلها وإغراقها في صراع وجود على أهم مقومات الحياة.. الماء الذي هو أصل الحياة.. فهل ينجح المجتمع الدولي في ردع أثيوبيا ومنعها من جرجرة المنطقة إلى ما لا يحمد عقباه؟!  
Advertisements
الجريدة الرسمية