رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أسرار من بيت الله الحرام

منذ أن أزاحت الرياح كسوة الكعبة المشرفة قبل 3 أعوام، والحديث لا يكاد ينقطع عن أسرار ذلك البناء العظيم، الذي يشهد في مثل هذا الوقت من كل عام، أكبر وأعظم تجمع سنوى للمسلمين في العالم، لأداء فريضة الحج، وهبنا الله وإياكم متعة اداءها.


ولأنه كثر الحديث عن سر الباب المغلق الذي ظهر على جدار الكعبة المشرفة، والمساحة الحقيقية للبناء الأول الذى وضعت قواعدة الملائكة وأقام بناءه أبو الأنبياء "إبراهيم" عليه السلام، يكفي القول أن الأيام ستظل تكشف لن تباعا عن المزيد من الأسرار التي محنها الله لتلك الأماكن المقدسة، والتي لا نعرف عنها شيئ.

فقبل أقل من 10 أعوام، حصل عدد من الخبراء بالتوافق مع علماء المملكة، على تصريح للكشف عن القواعد الأصيلة، التي ذكر القرآن الكريم أن الملائكة قد وضعتها للكعبة المشرفة، وبالفعل تم الحفر والوصول إلى تلك القواعد وتصويرها، إلا أن الخبراء قرروا بالاتفاق مع السلطات السعودية على القيام بتجربة لتحرك تلك القواعد، وقياس مدى صلابتها.

إلا انه مع اللحظات الأولى لبدء التجربة وتحريك القواعد، حدثت هزة أرضية شعر بها كل سكان مكة، جعلت الخبراء يقفون فى ذهول، وإعادة فحص تلك القواعد بدقة، وخرجوا فى النهاية بتقرير هندسى جاء فيه: "أن قواعد الكعبة الأولى تشبه أعناق الإبل، ومتداخلة بدون رمل أوأسمنت، وصالحة لحمل الكعبة دون أدنى احتمال لحدوث وميل ولو بسيط إلى يوم القيامة.

باب الكعبة
ويبلغ عدد أحجار الكعبة المشرفة 1641 حجرا، وجاءت أحجار بناءها الأول من جبال الطور فى مصر، وزيتا فى لبنان، وحراء وخندقه بمكة المكرمة، وأخيرا جبل الشبيكة الذى أعاد السلطان مراد الرابع بناء الكعبة بأحجار منه، وأطلق عليه إسم جبل الكعبة كما تم في عهد الملك فهد اكتشاف تأكل 9 منها، فتم استبدالها والاحتفاظ بالأحجار القديمة في متحف الحرمين.

ويجمع المؤرخون على أن البناء الأول للكعبة المشرفه كان يحتوي على بابا شرقيا وآخر غربيا، إلا أن قريش أعادت بناءها وتركوا لها باباً شرقياً فقط، إلا إنه بعد حرقها ورميها بالمنجنيق من قبل الجيش الأموى، قرر "عبد الله بن الزبير" إعادة بناءها على أساس بناء إبراهيم عليه السلام، وشيد لها باباً آخراً فى الجهة الغربية، إلا أن الحجاج بن يوسف الثقفى كتب لعبدالملك بن مروان بعد مقتل بن الزبير، بأن "الأمير السابق زاد في بيت الله ما ليس منه" فأمر بن مروان بإلغاء الباب المغربى، الذى ظل أثره حتى اليوم، وشاهده الملايين خلال تطاير كسوة الكعبة بفعل الرياح منذ 3 سنوات.

مياه زمزم
أما عن بئر زمزم فقد خرجت أصوات في عام 1971 تؤكد إن مياهها غير صالحة للشرب، نتيجة لتسرب مياه الصرف الصحي لمدينة مكة إليها، بحكم موقع الحرام المنخفض بمنتصف المدينة، مما دفع الملك فيصل بن عبدالعزيز لتشكيل لجنة متخصصة للتحقق من مدى صلاحيتها مياه بئر زمزم.

ولحساسية الأمر لدى جموع المسلمين، قررت اللجنة إرسال عينات مياه زمزم لفحصها بعد من المعامل المتخصصة بأوربا، وأوكلت مهمة فحص البئر وجمع العينات لكيميائى فذ يدعى "معين الدين أحمد" الذي شك من مجرد المعاينة الأولية، أن تكون زمزم بالفعل ناتجة عن تجمعات لمياه الصرف الصحى، لانه كيف لبئر بطول 18 قدم وعرض 14 قدم أن توفر كل هذا الكم من المياه لملايين الحجاج المعتمرين على مدار العام، دون أن يتأثر منسوبها منذ الآلاف السنين، مما جعله يقرر مع مساعديه النزول بأنفسهم للبئر، لقياس عمقها والتأكد من وجود منافذ تتسرب منها مياه الصرف من عدمه.

ويروي "معين"، أنه عندما نزل إلى البئر ظن أنه سيضطر للسباحة في مياه مليئة بالفطريات والنباتات الضارة، إلا أن المفاجأة انه وجد نفسه فى مياه نظيفة للغاية، ولا تصل سوى لمستوى كتفيه، مما زاد من شكه، إلا أنه مع استمرار الفحص لساعات، فشل وفريقه في العثور على أية فتحات يمكن أن تتسرب منها مياه الصرف، مما دفعهم للاستعانة بمضخات ضخمة لسحب المياه وضخها خارج البئر، لمعرفة المصدر الدائم لتجدد المياه.

وبعد ساعات من عمل المضخات، اضطر "معين" ومساعدوه إلى النزول للبئر مره أخرى، إلا أنهما مع استمرار عملية الشفط لم يلاحظوا أدنى هبوط فى مستوى المياه، مع شعور دائم بحركة للرمال أسفل اقدامهم نتجة لتدفق المياه من كل أنحاء البئر لتعويض ما يتم شفطه منها، فقرروا فى النهاية جمع العينات، وإرفاقها بعينات أخرى من كل الآبار القديمة بمكة، وإرسالها إلى  معامل تحاليل المياه الأوربية لتقرر مدى صلاحيتها للاستخدام الآدمي.

وجاءت نتائج التحاليل بعد أيام لتؤكد عظمة الخالق الذي وضع في تلك الأماكن المقدسة من الأسرار ما لم نعلمة حتى اليوم، حيث لم تؤكد جميعها صلاحية مياه بئر زمزم للشرب فحسب، بل وتجزم بتفردها عن كل الآبار فى احتوائها على مركبات الفلور التي تعمل على إبادة الجراثيم، التي نمو ايه فطريات ونباتات ضاره في زمزم مثل الآبار الأخرى، إلى جانب غنى مياهها بأملاح الكالسيوم والمغنسيوم، التى تمنح المعتمرين والحجاج انتعاشا ونشاطا طوال أداء المناسك المرهقة.

وهبنا الله وإياكم متعة أداء فريضة الحج، والطواف بالكعبةِ المشرفة، والارتواء بشهد زمزم، ورفع الدعاء من فوق عرفات.. وكل عام وحضراتكم جميعا بألف خير.
Advertisements
الجريدة الرسمية