رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أزمة أمريكا مستمرة!

الأزمة الأمريكية لم تنته بعد باسترداد قوات الأمن مبنى الكونجرس من أنصار ترامب الذين اقتحموه الأسبوع الماضى وإتمام عملية التصديق على فوز بايدن بالانتخابات الرئاسية، وبعد منع الرئيس المنتهية ولايته من أمد أسلحته الفعالة وهو التغريد الإلكترونى، بل وبدأت إجراءات مساءلته فى مجلس النواب بغرض عزله!..


ولا أقصد هنا أن ثمة احتمال مازال مطروحا بحدوث محاولات لإفساد حفل تنصيب بايدن من قبل أنصار ترامب الذين أعلن بعضهم أنهم سوف يعودون يومها للتجمع فى واشنطن.. ولكننى أعنى ما هو أكبر وأخطر، وهو أن ترامب ليس وحيدا فى أمريكا بل هناك أكثر من سبعين مليون أمريكى صوتوا له يشاركونه أفكاره اليمينية وقطاع منهم مقتنعون بأن البيت الأبيض من حقهم، وقد سرق منهم وهؤلاء لن يلزموا الصمت انتظارا للانتخابات الرئاسية التى ستجرى بعد أربع سنوات، بل سوف يفعلون كل ما يزعج الإدارة الأمريكية الجديدة ويمارسون الضغوط عليها، على غرار ما فعل خصومهم مع ترامب منذ لحظة دخوله البيت الأبيض وطوال الوقت.

عزل رئيس انتهت رئاسته!

إن ثمة انقساما حقيقيا لم يكن ترامب هو الذى أحدثه وبالتالى لن ينته باختفاء ترامب من الساحة السياسية وبملاحقته قانونا.. ترامب هو الذى نبه الأمريكيين لهذا الانقسام الحاد فى المجتمع الأمريكى الذى زاد عمقا بصعود اليمين الشعبوى فيها، كما حدث فى أوروبا أيضا، لأنه تحدث بصراحة تصل إلى درجة الوقاحة عن أفكار ورؤى هذا اليمين الشعبوى، وعندما دخل البيت الأبيض سعى لتنفيذ هذه الأفكار وتلك الرؤى غير مكترث بمعارضة من يرفضونها..

وهذا الانقسام فى المجتمع الأمريكى لن يختفي باختفاء ترامب من الساحة السياسية.. كما أن هذا الانقسام صار فى السنوات الأخيرة عميقا بدرجة لا تكفى لمعالجته وعود بايدن بتوحيد أمريكا نظرا لأن هناك ملايين من الأمريكيين يعتبرونه عدوا وليس مجرد خصم سياسى.
Advertisements
الجريدة الرسمية