رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أحزاب الفرص الضائعة!


تتيح المعارك الانتخابية سواء الرئاسية أو البرلمانية، فرصة مواتية للأحزاب لعرض برامجها على المواطنين من أجل كسب تأييدهم وتشجيعه على الانضمام إليها.. في الوقت نفسه تمكن المشاركة في المعارك الانتخابية الأحزاب من التعامل الواقعى مع المشكلات الجماهيرية على أرض الواقع، ومحاولة إيجاد الجلول لها.. مما يمكن تلك الأحزاب من الانتشار وكسب الشعبية..

هذا ما يحدث في دول العالم، سواء تلك التي تمرسنا على القيم الديمقراطية ومن أبرز أدواتها إزالة القيود أمام حرية تكوين الأحزاب، أو الدول التي ما زالت تحبو على طريقة الديمقراطية من خلال تجارب حزبية وليدة.

لكن يبدو أن القناعة بأهمية المشاركة في المعارك الانتخابية.. لم تصل بعد إلى الأحزاب المصرية.. سواء القديمة التي كادت أن تفقد فاعليتها وتنعزل عن جماهيرها، أو الحديثة التي تشكلت عقب ثورة يناير واتخذت من الفضائيات بديًلا عن النزول للشارع والتلاحم الجماهيرى في مواقع العمل والإنتاج.

النتيجة.. أن معركة انتخابات الرئاسة التي لم تبدأ بعد.. كادت أن تخلو من مرشحين محتملين لتلك الأحزاب.. حتى لو كان الهدف الإعلان عن وجودها وحرصها على المشاركة الفعالة في الأحداث السياسية المهمة، وفى مقدمتها الانتخابات الرئاسية كمقدمة لخوض الانتخابات البرلمانية.

من المؤسف أن الأحزاب أضاعت تلك الفرصة.. واتخذت موقف المتفرج من معركة ستحدد نتائجها مستقبل الوطن لسنوات طويلة.. كان من المتوقع أن يتقدم حزب «الوفد» بمرشح يعبر عن توجهاته الليبرالية.. ويفسر للناخبين الأسباب التي تدعو للاعتقاد بأنها تمثل الطريق المناسب للنهوض بالبلاد.

وأن يتقدم حزب التجمع اليسارى بمرشح آخر يعارض هذا التوجه.. وينحاز للطبقة العاملة والقطاع العام وأن يحدد التيار الإسلامى الوسطى مساحة تتناسب مع وجوده في الشارع المصرى.. وأن يتقدم من خلال أحد أحزابه الرسمية بمرشح يعبر عن توجهاته.. وكان حزب مصر القوية المرشح للقيام بهذا الدور.. خاصة أن رئيسه عبدالمنعم أبوالفتوح خاض انتخابات المعركة الرئاسية السابقة وحصل على ملايين الأصوات.. ولكنه آثر عدم المشاركة وقدم حججًا يختلف الناس حول مدى جديتها.

كنت أتوقع أن يتقدم حزب الدستور الوليد بمرشح للانتخابات الرئاسية، خاصة بعد أن شهد معركة انتخابية ديمقراطية لاختيار هيكله التنظيمى.. أسفرت عن اختيار سيدة مصرية مسيحية لرئاسة الحزب عن طريق انتخابات حرة ومنافسة جادة بين قياداته وكان على الحزب أن يتقدم خطوة أخرى للأمام من أجل ترسيخ مبادئ عديدة على رأسها أن يتم الاختيار على أساس عامل الكفاءة بصرف النظر عن الجنس والدين.

لا أجد تفسيرًا مقنعًا للضجة التي افتعلها المرشح السابق للرئاسة خالد على بشأن انسحابه مع المعركة التي لم تفتح أبواب التقدم لخوضها بعد.. وبالرغم من انزعاج الكثير من التشبيه المخجل الذي قدمه لمصر بأنها حملت سفاحًا.. وإصراره على شعار مرفوض شعبيًا ضد الجيش المصرى.. فإن وجوده كان سيعبر عن تيار في الشارع رغم محدوديته.

كان من المفترض أن تدفع مشاركة تلك التيارات الرئيسية الجماهير إلى المفاضلة بين البرامج المختلفة واختيار كل ناخب المرشح الذي يعبر عن طموحاته.. بما يمكن الأحزاب القديمة من استعادة جماهيريتها.. والجديدة فرصة المنافسة.. وللوطن قيادات جديدة قادرة على العبور بالبلاد من الأخطار المحدقة ومواجهة التحديات غير المسبوقة، لكن يبدو أن أحزاب الفرص الضائعة لا تدرك تلك الحقائق.
Advertisements
الجريدة الرسمية